الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        كما أخرجك ربك من بيتك بالحق [5]

                                                                                                                                                                                                                                        من المشكل، ولأهل اللغة فيها ستة أقوال:

                                                                                                                                                                                                                                        قال سعيد بن مسعدة: أولئك المؤمنون حقا كما أخرجك ربك من بيتك بالحق.

                                                                                                                                                                                                                                        قال: وقال بعض العلماء: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الكسائي : أي مجادلتهم الآن له كما أخرجك ربك من بيتك بالحق.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال أبو عبيدة : هو قسم، أي: والذي أخرجك من بيتك.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : الكاف في موضع نصب، أي الأنفال ثابتة لك كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وهم كارهون، كذلك ننفل من رأيت، فهذه خمسة أقوال.

                                                                                                                                                                                                                                        وقول أبي إسحاق هذا هو معنى قول الفراء ؛ لأن الفراء قال: امض لأمرك في الغنائم، ونفل من شئت وإن كرهوا، كما أخرجك ربك من بيتك بالحق.

                                                                                                                                                                                                                                        والقول السادس من أحسنها، قال الله - جل وعز -: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم إلى: (لهم مغفرة ورزق كريم) فالمعنى: هذا الوعد للمؤمنين حق كما أخرجك ربك من بيتك بالحق الواجب له، فأنجز وعدك، وأظفرك بعدوك، فأوفى لك؛ لأنه قال - جل وعز -: وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم [ ص: 177 ] وتودون فكما أنجز هذا الوعد في الدنيا كذا ما وعدكم به في الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى:

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية