الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1577 [ ص: 363 ] (باب من صلى عليه أربعون، شفعوا فيه)

                                                                                                                              وهو في النووي في الكتاب المتقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 18 ج 7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن عبد الله بن عباس) (أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال: يا كريب! انظر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأخبرته، فقال: تقول هم أربعون؟ قال: نعم. قال: أخرجوه. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه" ) .]

                                                                                                                              وورد في حديث آخر: "ثلاثة صفوف". رواه أصحاب السنن.

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال عياض : هذه الأحاديث، خرجت أجوبة لسائلين سألوا عن ذلك، فأجاب كل واحد منهم عن سؤاله.

                                                                                                                              قال النووي : ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم، أخبر بقبول شفاعة مائة، فأخبر به. ثم بقبول شفاعة أربعين، ثم ثلاثة صفوف وإن قل [ ص: 364 ] عددهم، فأخبر به.

                                                                                                                              ويحتمل أيضا أن يقال: هذا مفهوم عدد. ولا يحتج به جماهير الأصوليين.

                                                                                                                              فلا يلزم من الإخبار عن قبول شفاعة مائة، منه قبول ما دون ذلك.

                                                                                                                              وكذا في الأربعين مع ثلاثة صفوف.

                                                                                                                              وحينئذ؛ كل الأحاديث معمول بها، ويحصل الشفاعة بأقل الأمرين: من ثلاثة صفوف، وأربعين انتهى.

                                                                                                                              قلت: والمعتبر في ذلك، عدم شركهم بالله شيئا؛ ومفهوم هذا: أن اجتماع مائة، أو أربعين، أو ثلاثة صفوف: من المؤمنين المشركين، لا يفيد قبول الشفاعة.

                                                                                                                              وقد عز ذلك في هذا الزمان، الذي عمت فيه البلوى في الشرك، والبدع، حتى قل من نجا منه قولا، وعملا، وعقيدة.

                                                                                                                              ولقد صدق الله تعالى: وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فليحرص المتحري لدينه: على جمع الموحدين في جنازته، إن كان الميت من أهل التوحيد، والسنة.

                                                                                                                              وإن كان ممن يقول بنوع من أنواع الشرك، أو يذهب إليه، أو يعمل به، ويقدح في العمل بالكتاب العزيز، والحديث الشريف: فعلى [ ص: 365 ] نفسها براقش تجني.

                                                                                                                              عصمنا الله وإخواننا، عما لا يرضاه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية