الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم أعلم - جل وعز - أنهم لو وجدوا مخلصا فيه لفارقوكم؛ فقال - جل وعز - : لو يجدون ملجأ أو مغارات ؛ و " الملجأ " ؛ و " اللجأ " ؛ مقصور؛ ومهموز؛ وهو المكان الذي يتحصن فيه؛ و " مغارات " ؛ جمع " مغارة " ؛ وهو الموضع يغور فيه الإنسان؛ أي : يستتر فيه؛ ويقرأ : " أو مغارات " ؛ بضم الميم؛ لأنه يقال : " أغرت " ؛ و " غرت " ؛ إذا دخلت الغور. [ ص: 455 ] وقوله : أو مدخلا ؛ ويقرأ : " أو مدخلا " ؛ بالتخفيف؛ ويقرأ : " أو مدخلا " ؛ فأما " مدخل " ؛ فأصله : " مدتخل " ؛ ولكن التاء والدال من مكان واحد؛ فكان الكلام من وجه واحد أخف؛ ومن قال : " مدخلا " ؛ فهو من " دخل؛ يدخل؛ مدخلا " ؛ ومن قال : " مدخلا " ؛ فهو من " أدخلته مدخلا " ؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        الحمد لله ممسانا ومصبحنا ... بالخير صبحنا ربي ومسانا



                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى " مدخل " ؛ و " مدخل " : أنهم لو وجدوا قوما يدخلون في جملتهم؛ أو يدخلونهم في جملتهم؛ لولوا إليه وهم يجمحون ؛ المعنى : لو وجدوا هذه الأشياء؛ " لولوا إليه وهم يجمحون " ؛ أي : يسرعون إسراعا لا يرد وجوههم شيء؛ ومن هذا قيل : " فرس جموح " ؛ للذي إذا حمل لم يرده اللجام.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية