الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وإن جنحوا للسلم . الآية . أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : وإن جنحوا للسلم قال : قريظة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها قال : نزلت في بني قريظة، نسختها : فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم إلى آخر الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبزى، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ : وإن جنحوا للسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : وإن جنحوا للسلم قال : الطاعة . [ ص: 188 ] وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها قال : إن رضوا فارض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها يقول : إن أرادوا الصلح فأرده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ، أنه قرأ : (وإن جنحوا للسلم) . يعني بالخفض، وهو الصلح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد، أنه قرأ (وإن جنحوا للسلم) . يعني بفتح السين، يعني الصلح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها قال : نسختها هذه الآية : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله : صاغرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، والنحاس في "ناسخه"، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : وإن جنحوا للسلم أي للصلح، فاجنح لها قال : كانت قبل "براءة"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوادع الناس إلى أجل، فإما أن [ ص: 189 ] يسلموا وإما أن يقاتلهم، ثم نسخ ذلك في "براءة" فقال : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقال : وقاتلوا المشركين كافة نبذ إلى كل ذي عهد بعهده، وأمره أن يقاتلهم حتى يقولوا : لا إله إلا الله . ويسلموا وألا يقبلوا منهم إلا ذلك، وكل عهد كان في هذه السورة وغيرها، وكل صلح يصالح به المسلمون المشركين يتوادعون به، فإن "براءة" جاءت بنسخ ذلك، فأمر بقتالهم قبلها على كل حال حتى يقولوا : لا إله إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية