الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          [ ص: 190 ] فصل . يستحب أن يوجه المحتضر على جنبه الأيمن ، نقله الأكثر ( و ) وعنه : مستلقيا ، اختاره الأكثر ، وعنه : سواء ، وزاد جماعة على الثانية : يرفع رأسه قليلا ليصير وجهه إلى القبلة دون السماء ، واستحب الشيخ تطهير ثيابه قبل موته ; لأن أبا سعيد لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها } رواه أبو داود ، وذكر أبو الفرج ابن الجوزي أن بعض العلماء قال : المراد بثيابه عمله ، قال : واستدل بقوله تعالى { وثيابك فطهر } يؤيده أنه لم يفعله الأكثر ، وينبغي أن يشتغل بنفسه ، ويعتمد على الله في من يحبه من ولد وغيره ، ويوصي الأرجح في نظره بهم ، وقد قال في الفنون : إن حدثتك نفسك بوفاء أبناء الزمان فقد كذبتك الحديث ، هذا سيد البشر مات وحقوقه على الخلق بحكم البلاغ والشفاعة في الأخرى ، وقد قال { لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } وقد شبع به الجائع وعز به الذليل ، فقطعوا رحمه ، وظل أولاده بينهم بين أسير وقتيل ، وأصحابه قتلى ، عمر في المسجد ، وعثمان في داره ، وهذا مع إسداء الفضائل وإقامة العدل والزهد ، اطلب لخلفك ما كان لسلفك .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية