الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      المهلبي

                                                                                      السيد الجواد ، حاتم زمانه ، أمير البصرة محمد ابن محدث البصرة عباد بن عباد بن حبيب ابن الأمير المهلب بن أبي صفرة ، الأزدي المهلبي .

                                                                                      روى عن أبيه ، وهشيم .

                                                                                      وعنه : الكديمي ، وأبو العيناء ، وإبراهيم الحربي .

                                                                                      قال يزيد بن المهلب : حدثنا أبي قال : كتب منصور أخو الرشيد ، [ ص: 190 ] إلى محمد بن عباد يشكو ضيقا ، وجفوة سلطان ، فنفذ إليه عشرة آلاف دينار .

                                                                                      وقال أبو العيناء : قال المأمون لمحمد بن عباد : أردت أن أوليك ، فمنعني إسرافك ، قال : منع الجود سوء ظن بالمعبود ، فقال : لو شئت أبقيت على نفسك ، فإن ما تنفقه ما أبعد رجوعه إليك ، قال : من له مولى غني لم يفتقر . فقال المأمون : من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمدا ، فجاءته الأموال ، فما ذخر منها درهما ، وقال : الكريم لا تحنكه التجارب .

                                                                                      ويقال : إنه دخل مرة على المأمون ، فقال : كم دينك يا محمد ؟

                                                                                      قال : ستون ألف دينار ، فأعطاه مائة ألف دينار .

                                                                                      وقيل : إن المأمون قال له : بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أضفته ؟ فقال : منع الجود سوء ظن بالمعبود ، فاستحسنه ، وأعطاه نحو ستة آلاف درهم .

                                                                                      ثم مات محمد ، وعليه دين خمسون ألف دينار .

                                                                                      وقيل للعتبي : مات محمد ، فقال :

                                                                                      نحن متنا بفقده وهو حي بمجده

                                                                                      توفي سنة ست عشرة ومائتين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية