استشارات نفسية رمضانية

05/04/2020| إسلام ويب

* تأتيني وساوس في صيامي فهل علاجها يطول

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هو أنني أعاني من وساوس قهرية جاءتني في الصلاة.

وتنتابني منذ نحو عام ونصف وساوس جنسية تأتيني أثناء الصلاة، تضايقني للغاية، وأحاول الخشوع في الصلاة والبكاء، ولكن تأتيني تلك الوساوس. مع العلم أني ملتزمة دينيًّا، ومواظبة على الصلاة والنوافل، ولكني لا أعرف ما السبب! إن هذا الأمر يسبب لي إزعاجاً، وأشعر أن الله لا يتقبل صلاتي، كيف أصلي وأبكي، وفي نفس الوقت تأتيني وساوس جنسية!؟ هل أنا إنسانة سيئة!؟

وكذلك تأتيني وساوس قهرية في صيام رمضان، أشعر دائماً أني أشك في صيامي، أولاً في رمضان قبل الماضي كنت أريد أن أنزع (الودنة) الزائدة في ظفري، وكأن صوتاً يقول لي: انزعيها، ثم صوت آخر يقول لي: إني صائمة، ثم أسمع صوتاً آخر يقنعني أن أزيلها، ثم يأتيني صوت بأشياء لا يمكن أن أتحدث بها، مثل الإناث اللاتي جئن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يحكين له وساوس لا يستطعن التحدث بها، ثم أخيراً أنزع الودنة، وأشعر أني ابتلعتها، وأعدت هذا اليوم ودفعت الكفارة.

ثم في رمضان الماضي شعرت أن الماء دخل فمي، وأعدت هذا اليوم، والآن أريد أن أتناول دواء لعلاج الوساوس؛ حتى لا تأتيني في رمضان المقبل، هل العلاج يطول؟ أم أنه يجب أن آخذها قبل الشهر الكريم؟ أرجوكم ادعوا لي ألا تأتيني الوساوس تلك في رمضان المقبل، أرجوكم  الرد سريعاً!

الجــواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يُعرف عن الوساوس ذات الطابع الديني والجنسي أنها أكثر أنوع الوساوس انتشاراً، وأكثرها إزعاجاً للناس، ولكن بفضل الله تعالى كما أفادت البحوث ورأي المشايخ أنها لا تدل مطلقاً على قلة الإيمان أو ضعف الشخصية، وإنما هو ابتلاء بسيط، يمكن أن يُعالج بصورةٍ جيدة وممتازة.

ومن أهم طرق علاج الوساوس، تحقيرها وعدم اتباعها، ومحاولة استبدالها بفكرةٍ مضادة.

أما بالنسبة لك، فأرجو أن تبدئي العلاج من الآن، حيث أن فترة العلاج لا تقل في معظم الناس عن عامٍ كامل.

هنالك أدوية فعالة وممتازة، أرجو أن تبدئي بالعلاج الذي يعرف باسم (بروزاك) بواقع كبسولة واحدة في الصباح، وبعد أسبوعين تضيفي له العلاج الذي يُعرف باسم (فافرين) بواقع 100 مليجرام ليلاً، وتستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، وإذا لم يحدث تحسن حقيقي، فيمكن أن ترفعي جرعة الفافرين إلى (200) مليجرام في اليوم، مع الاستمرار على (البروزاك) في الوقت ذاته. وبعد ستة أشهر، يمكن أن تخففي العلاج ليصبح مرةً أخرى كبسولة من (البروزاك) صباحاً، وجرعة (فافرين) ليلاً.

وبعد أن تختفي الأعراض تماماً يمكن أن توقفي (البروزاك) وتستمري على (الفافرين) فقط، وذلك خلال شهر رمضان، والمدة التي تليه، ولا مانع أن تكون الفترة الكلية لهذه الجرعة الوقائية مدة سنةٍ كاملة. هذا هو العلاج الأفضل والأمثل.

وإذا لم تتوفر هذه الأدوية في الصومال، فهنالك أحد الأدوية القديمة، وأحسب أنه سيكون متوفراً في الصومال، ويُعْرَفُ باسم (أنافرانيل)، يمكن أن يكون بديلاً مناسباً، ولكنه ربما يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل الشعور بالجفاف في الفم، وزيادة النوم. والجرعة المطلوبة لهذا الدواء هي (25) مليجرام ليلاً، تُرفع بواقع (25) مليجرام في الأسبوع، إلى أن تصل الجرعة إلى (150) مليجرام في اليوم، يمكن أن تجزأ إلى ثلاث جُرع في اليوم، وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تُخفض الجرعة إلى (100) مليجرام ، وتستمري عليها لمدة ستة أشهرٍ أخرى، ثم تخفض إلى (50) مليجرام لستة أشهر أيضاً، ثم يمكن التوقف عنها.

وبالله التوفيق.

* مع دخول شهر رمضان عادت أعراض الوسواس القهري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شابٌ عمري واحد وعشرون عاماً، أعاني من الوسواس القهري مند 3 سنوات، بدأت العلاج مند 3 أشهر تقريباً، تحسنت كثيراً، لكن مع دخول شهر رمضان، وفي اليوم الثاني منه بدأت أحس برجوع أعراض المرض، هل هذا بسبب تغير أوقات أخد الدواء حيث وصف لي الطبيب حبة من (seroxat) ونصف حبة بعد الغداء  (lysanxia) (prezepam) ونصف حبة بعد العشاء من ( lysanxia) (prezepam) ونصف حبة من (strilinox)؟

وإذا لم يكن هدا هو السبب، فما هو سبب هدا التغير؟ أرجو مساعدتكم.

والسلام عليكم ورحمة الله

الجــواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: يُعرف عن الوسواس القهري أن أعراضه تتأرجح بين الزيادة والنقصان، وفي بعض الحالات تلعب درجة الارتياح النفسي من عدمه دوراً كبيراً في ذلك.

أنا لا أعرف ما هي محتويات ومكونات الوساوس لديك، ولكن بصفةٍ عامة إذا كانت محتوياتها ذات طابع ديني، فلا يُستبعد أن تزيد خلال شهر رمضان الكريم؛ لأنه لوحظ أن الوساوس ذات المحتوى الديني تزيد مع ارتفاع الجرعات الإيمانية، ولكن هذا الأمر نسبي ولا يؤخذ على الإطلاق. الشيء الآخر: مدة الثلاثة الأشهر لا تعتبر مدة كافية للحكم على مسار العلاج ونتائجه.

أنا لست من أنصار تعدد الأدوية في علاج الوساوس القهرية؛ حيث أن الأفضل الالتزام بدواء واحد أو اثنين في أكثر الحالات تعقيداً، ولكن لا بد أن تكون جرعة الدواء كافية وكذلك مدته.

أود أن أنصحك بالاستمرار في تناول (الزيروكسات) ولكن الجرعة يجب أن تكون ما بين (40) إلى (60) مليجرام في اليوم (حبتين إلى ثلاث)، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تبدأ في تخفيضها بواقع نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبة واحدة في اليوم، وتظل عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

هنالك الكثير من المرضى الذين اختفت وساوسهم بإضافة (البروزاك) بواقع كبسولة يومياً مع حبة إلى حبتين من (الزيروكسات). هنالك أيضاً حبوب (فافرين) مفيدة وفعالة جداً لعلاج الوساوس القهرية، ولا أرى أنك في حاجة للدواء الآخر الذي ذكرته -مع احترامي الشديد لطبيبك الذي وصفه-.

ختاماً: أرجو أن أؤكد لك أن الوساوس القهرية يمكن أن تختفي تماماً، كما أرجو أن تداوم على العلاجات السلوكية، والتي تتمثل في مقاومة الوساوس وعدم الاستكانة لها.

وبالله التوفيق.

* أعاني من وسواس في الصلاة يكثر في رمضان

السؤال

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

أحياناً توسوس لي نفسي بأشياء يعظم علي ذكرها وذلك أثناء الصلاة، أنا أحاول التقرب إلى الله والحمد لله وفقني ربي في كثيرٍ مما تمنيت.

وأريد أن أسأل: هل هذا الوسواس يدل على ضعف إيمان الإنسان؟ وهل هو غضبٌ من الله؟ أريد تفسيراً لهذا، مع العلم بأن هذا الوسواس يأتي في الصلاة فقط، وأنا أحاول الخشوع ولكنه يسبب لي ضيق وحزن بعد الصلاة.

كيف أتخلص منه وهو يكثر في رمضان، لا أعلم لماذا؟ هل صلاتي تُقبل أم هي مردودةٌ علي؟

الجــواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة حفظها الله

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:

فالوساوس القهرية أمرٌ مكتسب ومتعلم، وتلعب بيئة الإنسان وقيمه وطريقة تفكيره دوراً كبيراً في تسببها، وهي منتشرة جداً في مجتمعنا الإسلامي، حيث أن المجتمع متدين بفضل الله، وأود أن أؤكد لك -وكما صرح العلماء الأفاضل- أن وجود الوساوس لا يدل أبداً وبأي حال من الأحوال على ضعف الإيمان، أو غضب الله تعالى إن شاء الله، بل على العكس، يرى الكثيرون أن الوساوس تتأتى من التشدد في الدين خاصة فيما يسره الله، وهنالك أقلية قد تصل في تعبدها وتفسيرها للأمور لدرجة التنطع فهوِّني عليك.

وقد دلت الأبحاث الحديثة أنه بالرغم من أن الوساوس متعلَّمة، إلا أنها تؤدي إلى تغيرات كيميائية في المخ، ما يساعد على استمراريتها، والوساوس في كثير من الأحيان -كما في حالتك- قد تؤدي إلى شعور بالإحباط والاكتئاب. ويتمثل العلاج في التالي:

أولاً: في التوسط في الدين، وأخذ الأمور من مصادرها الصحيحة.

ثانياً: عدم الاكتراث، وتحقير الفكرة الوسواسية، وعدم الاستجابة لها بأي حال من الأحوال.

ثالثاً: تناول عقار دوائي يعرف باسم (فافرين) وجرعته هي (100) مليجرام ليلاً لمدة أُسبوعين، ثم ترفع لـ (100) مليجرام صباحاً ومساء لمدة ستة أشهر، ومن الشهر الثاني سوف تبدأ الوساوس إن شاء الله في الضعف ثم الاندثار.

وبالله التوفيق

www.islamweb.net