المؤلفات في الثقات والضعفاء

01/07/2002| إسلام ويب

لقي هذا العلم عناية أئمة الحديث في القديم والحديث ، فصنفوا فيه التآليف الكثيرة ، وتكلموا فيها على الرواة مما شاهدوه من أحوالهم أو ما نقلوه عن أئمة العلم من الكلام في صفاتهم ، وتنقسم التصانيف في ذلك إلى ثلاثة أقسام : ما أُفرد في الثقات ، وما أُفرد في الضعفاء ، وما جُمع فيه الثقات والضعفاء .

أولاً : المؤلفات في الثقات :

من أشهر ما اُلف في الثقات :

1ـ كتاب الثقات للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي المتوفى 354 هـ ، ذكر فيه من هو ثقة على اصطلاحه وشرطه الخاص في التوثيق .

2ـ كتاب الثقات للإمام أحمد بن عبد الله العجلي المتوفى 261 هـ في مجلد متوسط الحجم ، لكنه غير مرتب ، فرتبه الإمام السبكي وسماه ترتيب الثقات .

3- كتاب تذكرة الحفاظ للإمام الحافظ شمس الدين محمد الذهبي المتوفى 748هـ ، ترجم فيه لكل من بلغ مرتبة توصف بالحافظ ، وقال في مقدمته : " هذه تذكرة بأسماء معدَّلي حملة العلم النبوي ، ومن يرجع إلى اجتهادهم في التوثيق والتضعيف والتصحيح والتزييف .

ثانياً : المؤلفات في الضعفاء :

وهي كثيرة جداً مثل كتب الضعفاء للبخاري ، والنسائي ، والعقيلي ، وابن حبان، والجوزجاني ، والأزدي ، وغيرهم ممن كانوا المرجع والعمدة في هذا الفن ، ومن أهم هذه المؤلفات :

1- الكامل في الضعفاء للحافظ الإمام أبي أحمد عبد الله ابن عديّ المتوفى 365 هـ ، جمع فيه ما سبقه من التآليف ، وأضاف إليها أشياء لم يسبق إليها ، وأورد فيه كل من تُكُلِّم فيه ، ولو لم يكن الكلام مؤثراً .

2ـ ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي ، اعتمد فيه على كتاب الكامل ، فسار على منهجه في إيراد كل من تلكم فيه ، لكنه تعقب ابن عدي ، وشنع عليه في مواطن كثيرة لأنه أورد في كامله من الثقات الحفاظ ما لا يناسب إدخالهم في الضعفاء .

3ـ المغني في الضعفاء للإمام الذهبي أيضاً ، جمع فيه من تكلم فيهم من الرواة على سيبل الاختصار الشديد ، فاجتزأ في الكلام على كل راو بجملة يسيرة ، لخص فيها أبحاثاً طويلة ، ويسر على القارئ البحث ، مع تفرده بفوائد ليست في غيره .

4ـ لسان الميزان للحافظ ابن حجر العسقلاني أورد فيه من رجال كتاب الميزان من لم يذكرهم في كتابيه تهذيب التهذيب ، وتقريب التهذيب ، وهو يذكر كلام الذهبي في الميزان أولاً ، ثم يتكلم بما عنده تأييداً للذهبي ، أو نقداً له ، أو استدراكاً عليه .

ثالثاً : المؤلفات في الثقات والضعفاء معاً :

وهي كتب كثيرة وفي غاية من الأهمية ، ومنها :

1 ـ الجرح والتعديل للإمام سيد النقاد عبد الرحمن بن الإمام أبي حاتم الرازي المتوفى 723 هـ ، وهو كتاب جليل في هذا الشأن ، اعتمد فيه مصنفه على أئمة العلم ولا سيما الإمام الكبير والده ، رحمهما الله .

2 ـ الكمال في أسماء الرجال للحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى 600 هـ اقتصر فيه على رجال الكتب الستة فقط ، وكان السابق لهذا الاقتصار ، فحذا العلماء من بعده حذوه ، واستدركوا عليه أشياء في كتابه.

3 ـ تهذيب الكمال في أسماء الرجال للإمام الحافظ الحجة أبي الحجاج جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى 742 رحمه الله ، هذب فيه كتاب الكمال السابق ، واستدرك عليه ما فاته واستوفى البحث فيه عن كل راوٍ ، فجاء كتاباً حافلاً لم يصنف مثله في بابه .

4 ـ تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر ، لخص فيه تهذيب الكمال ، وأضاف إليه فوائد زادها على الكتاب الأصل فبلغ ثلث حجمه ، وطبع في اثني عشر مجلداً .

5 ـ تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر أيضاً ، لخص فيه تهذيب التهذيب ، وأتي فيه بنتائج البحث في كل راو بكلمة واحدة ، واستعمل رموزاً خاصة للكتب التي تروي لهذا الراوي ، فرمز للبخاري ( خ ) ، ولمسلم ( م )، ولأبي داود ( د )، وللترمذي ( ت )، وللنسائي ( س )، ولابن ماجه ( ق )، وللستة ( ع )، ولأصحاب السنن الأربعة ( عه )، ومثال ذلك : ( خ م د ت ق أحمد بن سعيد بن صخر الدرامي ، أبو جعفر السرخسي ثقة حافظ ، من الحادية عشرة . مات سنة ثلاث وخمسين ) ، فالرموز تعني أن هذا الراوي روى له البخاري، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه القزويني ، والدارمي نسبة إلى القبيلة التي ينتمي إليها ، والسرخسي نسبة إلى البلد التي عاش فيها ، وقوله : من الحادية عشرة ، أي ممن مات بعد المائتين ، فتكون وفاته سنة مائتين وثلاث وخمسين ، والكتاب في غاية الأهمية لطالب الحديث .

6 ـ خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال للعلامة الحافظ صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي الأنصاري المتوفى بعد سنة 923 هــ في أواسط القرن العاشر ، وكتابه هذا مختصر في أسماء الرجال اختصره من كتاب تذهيب تهذيب الكمال للحافظ الذهبي ، وضبَطَ ما يحتاج إلى ضبط في غالب الأحوال ، وزاد عليه زيادات مفيدة ووفيات عديدة من الكتب المعتمدة والنقول المسندة ، كما صرح بذلك في مقدمة الكتاب . 

www.islamweb.net