الزيارة في الله

19/01/2020| إسلام ويب

 يعتبر ﺍﻟﻘﺼﺺ القرآني أو النبوي ﺃﺳﻠﻮبا ﺩﻋﻮيا مهما حيث يختصر الكثير من المسافات التي ربما ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺎﺕ  ﻭالمواعظ، ﺣﻴـﺚ ﺗﻨﺪﻣﺞ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ الإيجابية ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻴﺘﻠﻘﺎﻫﺎ المتلقي ﺑﻴﺴﺮ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ، ﻭﺗﺴﺘﻘﺮ في ﺧﺎﻃﺮﻩ أيما ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻪ .

وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أُسْلوب القَصَص الهادف في التَّربية؛ لما للقصَّة المشتمِلة على العِظة والعبرة من تأثيرٍ بالغٍ في النُّفوس؛ لأنَّ النَّفس بطبيعتِها تنجذب إلى القصَّة، وتأخذ القصَّة بِمجامع القلوب، فإذا أودعت فيها الحكمة والعِبرة كانت الغاية، والرَّسول لا يَحكي القصص لمجرَّد أنَّه قصص للتَّسلية وتزْجية الأوْقات؛ ولكنَّه يقصُّ القصص من أجْل التَّربية، وترسيخ المعاني الإيمانيَّة، والأخلاق المرْضية.
 
ومن هذه القصص التي قصها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :( أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال :لا غير أني أحببته في الله، قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه).    معاني الحديث: أرصده :أقعده يرقبه .    المدرجة :الطريق .      نعمة تربها :أي تقوم بإصلاحها ، وتنهض إليه بسبب ذلك.
 
ومن فوائد هذه القصة:
ـ  أنَّ فيها بيان  فضل المحبة في الله تعالى، وأنها سبب لحب الله تعالى العبد.
ـ كما فيها بيان فضل زيارة الإخوان، وترسيخ معاني المحبة والألفة بين المؤمنين.
ـ ومن فوائد هذه القصة أنَّ الحب في الله تعالى، والتزاور فيه من أفضل الأعمال، وأعظم القرب إلى الله تعالى، إذا تجرد ذلك عن أغراض الدنيا، وأهواء النفوس، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان) رواه أبو داود. 

 

www.islamweb.net