أوقاتنا هي أعمارنا !!

19/04/2020| إسلام ويب

لقد خُلق الإنسان في هذه الدنيا لحكمة وهي عبادة الله لقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات : 56]، لكنه للأسف يضيع عمره في استخدام الإعلام الجديد، فنجد الأبناء في المجالس وجودهم وعدمهم واحد، حاضرون جسديا غائبون ذهنيا لانشغالهم بالجوال، ومن سوء الأدب مع الوالدين حين يدخل الابن عليهم ويقوم بتقبيلهم ثم يجلس على الهاتف طوال الوقت، حتى في المساجد أغلب المصلين قبل الصلاة وبعدها ينظرون في الجوال، كل هذا اهدار للوقت في مالا فائدة فيه فإنه يجب على المسلم أن يستغل وقته في طلب العلم وقراءة القرآن ولا يجعل الجوال يزاحم الأذكار، فعن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عمره فيمَ أفناه؟ وعن علمه فيمَ فعل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه؟))؛ رواه الترمذي، فيوم القيامة يُسأل المسلم عن وقته وفي هذا دلالة على أهمية الوقت الذي يجب أن يغتنمه في التقرب لله بالطاعات وطلب العلم ولا يضيعه في الجلوس على الجوال.

ما هي أسباب ضياع الوقت؟
حتى يستطيع الإنسان أن يعالج مشكلة ضياع الوقت لابد له أن يعلم مسببات ضياع الوقت منها:
1. استخدام برامج التواصل الاجتماعي مثل الواتساب والسناب شات والدخول عليها ليلاً ونهاراً، فيضيع الوقت دون فائدة تذكر وتشغل الإنسان عن المهام الأساسية.
2. عدم إدراك الإنسان قيمة الوقت لأنه إذا عرف قيمته سوف يحافظ عليه ويستثمره في شيء يفيده في الدنيا والآخرة ولن يضيعه في اللهو واللعب.
3. اتباع الإنسان لهوى النفس فيضيع على نفسه اتباع الحق وإدراكه، فيفعل ما يحبه ويجتنب ما يكرهه، فيضيع وقته في غير عبادة الله دون أن يشعر ولا يفيق إلا إذا جاء أجله.
4. مجالسة أصدقاء السوء وتضييع الوقت في مالا فائدة فيه من محرمات، فمعهم الإنسان لا يعرف طريق المسجد ولا طريق العلم والفقه بل يغرقونه في طرق الفساد ويبعدونه عن ذكر الله.

5. إضاعة الوقت في المكالمات الهاتفية التي لا تخلو من القيل والقال والكلام الفارغ.
6. الإكثار من النوم والأكل فالإنسان بذلك لن يحصل علما ولا عبادة ولن يحصل من الدنيا شيئا ولن يبلغ هدفه.
7. ضعف التنظيم والتخطيط لدى بعض الناس فتجدهم لا يعرفون ما الذي يجب إنجازه اليوم فيضيع يومهم كله دون أن يفعلوا شيئا مفيدا.

ما الواجب نحو الوقت؟
- يجب على المسلم أن يحافظ على وقته ويحرص على الاستفادة منه وتسخيره في كل ما يفيده في دينه ودنياه وأن يتأسى بالسلف الصالح، الذين كانوا رضي الله عنهم لا يمر الوقت عليهم إلا وقد تزودوا بعمل صالح أو خير يقومون به.
-  يجب مصاحبة الأخيار فإن مجالسة الصالحين تغرس في نفسه حب الخير والرغبة في محاذاتهم والوصول إلى ما وصلوا إليه من العبادة والطاعة.

- يجب عليه أن يغتنم أوقات الفراغ بما ينفعه في دينه وأن يسارع في الخيرات وعدم تضييعه في أمور الدنيا التي لا فائدة فيها، يقول الشيخ يوسف القرضاوي: "الفراغ لا يبقى فراغاً أبدا، فلا بد له أن يُملأ بخير أو شرّ، ومن لم يشغل نفسه بالحق، شغلته نفسه بالباطل، فطوبى لمن ملأه بالخير والصلاح، وويل لمن ملأه بالشر والفساد".

- يجب الاعتبار بمرور الأيام فالأيام صحائف الأعمال فعلى المسلم ملؤها بأحسن الأعمال فحياة الإنسان ما هي إلا أيام معدودات.

- على الإنسان أن يهتم بمسألة تخطيط الوقت وتنظيمه وترتيب الأوليات فعندما يحسن ذلك فإنه سوف يستثمر وقته بشكل صحيح في العبادات وأداء الفرائض والنوافل وسائر الأعمال.

-  الحذر من التسويف وطول الأمل فهي من أخطر مضيعات الوقت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع
1. خالد الجريسي، إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري.
2. عبدالملك القاسم، الوقت أنفاس لا تعود. الكتيبات الإسلامية.
3. ابن خميس، عبدالله محمد، الشوارد، مطابع الفرزدق، الرياض، ط2، 1406هـ.
4. مقطع صوتي بعنوان: ضياع العمر في العصر الجديد/ للدكتور عبدالله العنقري.
 

www.islamweb.net