رمضان عذراً إن عصى الشعر

04/04/2020| إسلام ويب

أيا رمضـان الخيرِ عذراً، عـصى الشعرُ فلـم يتـرنـم مـثلما يوجب الأمــرُ

وكيف لـشـعـري أن يـسـيل عذوبة ً بمدحـك والأرزاء في أبحري كُثْــــرُ

وكـيف القــوافـي فيك أزجي عصيَّها وأحـوالنا تُزري، وأفعالنا نكـــْرُ؟!

وأيـن الخـيال الحـر؟ أنـَّـى لـنـا بهِ وفي القلـب همٌّ لا يرام لـهُ حسْــــرُ

تهـبُّ الـريـاح الذاريـاْتُ بـداخـلـي فتترك نفـسي بلقـعـاً ما بــهِ زهـْرُ

تراوحنـي فـي كــل حـيـن فـجـاءةٌ كأني فـلاة ليـس في رملــهـا سـدرُ

فيا خير شهــرٍ لا تـلـمـني لأنـنـي أعاني جروحاً لا يعالجها الصبــرُ!

أتيـتَ إلـيـنـا والكـرامــاتُ قد خَبَتْ ومن أين تأتيـنـــا وقد أورق الــشرُّ؟

نصلي؟ نـعـــم! لكـن صلاة بلا تقى ونأمر بالفحشـاء إذ وجب الطهــر!

نصوم؟ نعــــم! لكن صياماً عن القِرى ولذاتنــا تمـتـد إذ يطـلـع الفجــرُ!

وفـي الأرض إخــوان لـنــا كلُّ حلمهم بقايـا إدامٍ يستقـيـــم بهـا الظَّهْــرُ!

كأن مجاعـــات الدنــا كلـهـا قوَتْ بدورهــمُ...أو حــلّ مِــصْرَهمُ الفقــرُ

نحجُّ؟ نعــم! لكــن لمجـلــس عصبةٍ ونطلب منـه الأمن إن يُهتـكُ الـستــُر

فلا عـصـبـــة (الفيتو) أعادت أماننـا ولا الدبُّ واسـانا، ولا الأقـرعُ النسـر!

أتيت إليـنـا، صُـبـْحـُـنـا مثل ليلنا فأجــواؤنـــا سودٌ وأجفـانـنــا جــمـرُ

فيا رمضـان الـعـتـق ذلـّت رقابـُنـا إلى اللهِ نـشـكــو: ربَّنا مسنا الضـرُ!

تداعتْ علـينـا أمّـةٌ بـعـد أمـّـــةٍ وعشـش فينا اليـأس والضَّعْف والذُّعْـرُ

ولـيس لأهـلـيـنـا سـراةٌ وإنـمــا بُلينا بجـنـدهــم علينا المُدى الحُمـْرُ

إذا المـرء صـلى الفجر قالوا: مُخَرِّبٌ! وإن عاقـر الصهباء قالوا: فتى حـُرُّ!

وإن رتل القرآن قـالـــوا: مـضـلـلٌ! وإن حالـف الشيطان قالوا: له الشـكرُ!

همُ قد أضـاعــوا (قدسنـــا) بل كياننا فـوا ذلّ شـعـبِ عـمـرُهُ كـلـّهُ قهر!

أتـيـت إلـيـنـا، والــمـصائـب جـَـمَّـةٌ فـآلامـنـا مَــدٌّ وآمـالـنـــا جَــزْرُ!

وأوراقـنــا صُفـْــرٌ بلــون جلودنا وأشـرارنا كُـثْــرٌ، وإنجازنــا صفر!

فواعجباً إن فـــارق الخيرُ أرضنا وواعجـبــــاً إن عـربد الشركُ والكفر

وواعجـباً أن يهــدم البغــيُ مسجداً وأن يـصـبـح الهـنــــدوس هِرُّهم نمْرُ

وواعـجـباً أن نـدمــن العار والخنا وواعـجـبـاً أن يكـْـثــرَ الـفرُّ لا الكَرُّ

وواعجباً أن يسحـق الصِّرْبُ قومنا وواعجـبــــاً أن يكـْثـُرَ البَقْرُ والجزْرُ

نـُــذبَّح مثــل الشــاة في كل موضع ونُسـلـَـــخُ أحيـــاءً وتغلي بنا القدرُ!

وتُرمى إلى الخنزيـر عمداً لحومُنا ويأكـل منها الكلـبُ والذئب والنسـر!

فيا رمضان الـقـــدر قد ضاع قدرُنـا وأظلمــت الدنيــا، ونهتـف: يا بدر؟

ولا بدرَ، لا حطـين، لا أيَّ بارقٍ لنصـرٍ، تُرى مـن أين يأتي لنا النصـر؟

إذا نحن لم نغسـلْ من الرجـس أنفساً فخيـر مـكــانٍ يـرتضـينا هو القَبْرُ!
 

شعر: محمد عبد القادر الفقي

www.islamweb.net