قال الحسن بن مجاهد: "غض البصر عن محارم الله يورث حب الله".
قال سفيان: "كانَ الرَّبيعُ بنُ خَثيمٍ يَغُضُّ بَصرَهُ فَمرَّ به نِسوةٌ فَأطرَق حتى ظَنَّ النِّسوةُ أنَّه أعمى، فتعوَّذنَ بالله مِنَ العمى".
وعن حمَّاد بن زيد قال سمعت أبي قال: "لَرُبَّ نَظرَةٍ لأن تَلقَى الأسَدَ فيأكُلَكَ خَيرٌ لك منها".
قَالَ شُجَاعٌ الْكَرْمَانِيُّ : "مَنْ عَمَّر ظاهره باتِّباع السُّنَّة، وباطنه بدوام المراقبة، وَغَضَّ بَصَرَه عن الْمَحَارِمِ، وَكَفَّ نفسه عن الشّهوات وأكل منْ الحلال، لم تُخْطِئْ فِرَاسَتُه".
قال ابن القيم: "إذا عَرَضَت نَظرَةٌ لا تَحِلُّ، فاعلم أنها مِسعَرُ حَربٍ فاستتر منها بحِجَابِ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}(النور:30) فَقَد سَلِمتَ مِن الأثَر، وكفى اللهُ المؤمنين القتال".
قال ابن الجوزيِّ:"أكثَرُ فَسَاد القلب مِن تَخلِيطِ العين: ما دام بَاب عَينِ البَصَر مُوثَقَاً فَالقَلبُ سَليمٌ مِن كُلِّ آفَّة، فإذا فُتِحَ طَار الطَّائرُ، وَرُبَّمَا لمْ يَعُد بَعد".
وقال الحَارثُ المُحَاسبي: "قَدْ جعل الله على كُلّ جارِحة أمرَاً ونهياً فَريضَةً منه، وجعل بينهما سعة وإباحة تركُهَا فَضيلةٌ للعبد .. وفرْضُ البصر: الغَضُّ عَنِ المحارِم، وترك التَّطَلعِ فيما حُجِبَ وسُتِر".
قال القُرطُبِيُّ في تفسيره:"البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمَرُ طرقِ الحواسِّ إليه، وبحسَبِ ذلك كَثُرَ السُّقوطُ مِن جهتِه، وَوَجب التحذير منه، وغضُّه واجبٌ عن جميع المُحرَّمات، وكُلِّ ما يُخشَى الفتنَة مِن أجله".