الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قنوط ويأس وفقدان الأمل في المستقبل

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد:
فبسبب الأوضاع الاجتماعية الصعبة أعيش حالة من اليأس والقنوط وفقدان الأمل في المستقبل، وأرجو أن تساعدوني في الخروج من هذه الحالة.

وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Samir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم -أخي الكريم- أن الإنسان عرضة لمصائب الحياة، ولكن يا أخي الرزق مكفولٌ بإذن الله، وحتى القليل ربما يكون أفضل من الكثير في أوقاتٍ كثيرة.

لا شك أن هذا التفكير السلبي يسبب لك الكثير من المتاعب، وعليه لابد أن تسعى لاستبداله بأفكارٍ أكثر إيجابية، فعليك مثلاً أن تنظر في بعض الأشياء التي ربما نعتبرها من المسلّمات أو الصغيرة، ولكنها في حقيقة الأمر هي من نعم الله الكبيرة علينا، والتي إذا تأملنا فيها بدقّة سوف تخرجنا إن شاء الله من كل ضائقة .

أخي! لقد أكرمنا الله بجعلنا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل لنا حظاً في الإسلام، أليس ذلك أكبر النعم؟! فأرجو أن تتأمل في ذلك.

ثم أليس أيضاً من نعم الله أن هيأ لك أن تتصل بنا على هذه الشبكة، وأن تكون لك القدرة، والجهاز الذي تتصل به، أليست هذه نعم كبيرة يا أخي؟!

أرجو أن تنظر في كل ما هو إيجابي في حياتك، وبتأمل وقوة، وهذا إن شاء الله سوف يساعدك تقليل المشاعر السلبية، وتذهب عنك إن شاء الله هذه الكآبة والنظرة السلبية التي تضر الكثير من صحتك النفسية.

نحن كأطباء نفسيين حين يتحدث الإنسان بنفس المشاعر التي ذكرتها لا نستطيع أن نتجاهل مطلقاً أن مرد ذلك ربما يكون درجة معتبرة من الاكتئاب النفسي، ولذا ننصح ببعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وهي إن شاء الله تساعد كثيراً .

هنالك أدوية قديمة وفعالة، وهناك أدوية حديثة وفعالة، وربما تكون الأدوية الحديثة أقل من ناحية الآثار الجانبية، ولكنها ليست أفضل من الناحية العلاجية مقارنةً بالأدوية القديمة .

أود أن أصف لك أحد الأدوية، وهو من الأدوية غير المكلفة، ويعرف باسم تفرانيل، وجرعته هي أن تبدأ بحبة واحدة ( 25 مليجرام ليلاً ) لمدة أسبوعين، ثم ترفعها بمعدل 25 مليجرام كل أسبوع، حتى تصل إلى 100 مليجرام، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تبدأ في التخفيض التدريجي، وهو بمعدل حبةٍ واحدة كل أسبوعين، ثم يمكن بعد ذلك أن تتوقف عن العلاج، والعلاج البديل -إذا سمحت لك ظروفك المادية بذلك، حيث أنه مكلف بعض الشيء- هو بروزاك، وجرعته هي كبسولة واحدة يومياً لمدة ستة إلى تسعة أشهر، ولكن أود أن أحتم لك أن التفرانيل أيضاً علاج ممتاز، فقط عليك أن تتحمل آثاره الجانبية البسيطة، والتي تتمثل في الشعور بالجفاف في الفم، وربما إمساك، وثقل في العيون، وسوف تختفي إن شاء الله هذه الآثار مع الاستمرار في العلاج .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية بيبي

    انا ايضا افقد الامل



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    04:09 AM
  • الظهر
    11:39 AM
  • العصر
    03:07 PM
  • المغرب
    05:49 PM
  • العشاء
    07:19 PM