الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من أعراض أدوية الوساوس القهرية والاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الدكتور محمد عبد العليم،،، حفظه الله

أنا محمد من مصر، منذ فترة وأنا لم أتواصل معك، أتمنى أن تكون بخير.
كما تتذكر حضرتك أنا كنت أتناول الولبترين بجرعة 300 مجم + فافرين بجرعة 200 مجم، وأحيانا أتناول ابيلفاي بجرعة 10 مجم، وذلك لمدة 9 أشهر لعلاج الوساوس القهري (المرض الرئيسي)، وأيضا علاج الاكتئاب النفسي (المرض الثانوي)، وكنت في هذه الفترة السابقة أشعر بتحسن -والحمد لله رب العالمين- المشكلة مع هذه الأدوية أنها تؤثر عليّ من الناحية الجنسية؛ فهي تؤخر القذف بشكل ممل، وأيضا لا أشعر بالاستمتاع بالجماع؛ حيث أشعر كأن قضيبي في الهواء -كأن عليه مخدر- وأيضا من الآثار الجانبية، زيادة الوزن، وخاصة منطقة البطن (الكرش)، فبسبب هذه الآثار الجانبية أوقفت الفافرين (أوقفت الجرعة 200 مجم مرة واحدة )، وتركت جرعة الولبترين 300 مجم، ولم أوقف الولبترين؛ لأني أعرف أن هذا الدواء لا يؤثر على القدرة الجنسية، وأيضا لا يزيد الوزن، أنا أوقفت الفافرين منذ حوالي 3 أسابيع أو أكثر.

المشكلة الآن في وجود بعض الوساوس القهرية المختلفة، بمعنى أن الوساوس تأتيني في أكثر من موضوع، وأيضا أشعر بالضيق والكدر، وسيطرة المشاعر السلبية، والبكاء أحيانا، وأشعر بالحساسية الشديدة، ذهبت إلى الطبيب فوصف لي الفافرين 100 لمدة أسبوعين، ثم أرفع الجرعة إلى 200 إذا لم يحدث تحسن، ووصف لي أريببرازول 10 ، فهل يمكن تفادي الآثار الجانبية، وخاصة في موضوع الجنس والوزن.

عندي سؤال آخر: أشعر بشيء، وأريد من حضرتك أن تشخص لي ما هذا؟
مثلا في أي موقف في العمل أو في الشارع أو في التعامل مع الناس عموما، سواء أعرفهم أو لا، بعد الحديث معهم أشعر بشعور غريب مثل الوساوس من أن أكون فعلت شيئا لا يجوز أو شيئا عيبا أو تصرفت تصرفا غير صحيح أو أني أخطأت، وأشعر بالحساسية، وبعض الخجل والرهاب، وأشعر أني حساس، عندي مشكلة أخرى هذه الأيام عندما يحدث موقف يضايقني أو أتضايق من أي شيء، أشعر أن مزاجي تعكر، وأشعر بالضيق، حدث معي موقف منذ أيام، كنت ذاهب لأسأل شيخا عندنا في المسجد على شيء، وبعد الصلاة ذهبت لأسلم على الشيخ وكان معه شخص آخر يسأله عن شيء، فقال لي الشيخ اذهب انت الآن أو شيئا كهذا، كان قصده كي لا أسمع ما يقوله الشخص الآخر، ولكني كنت أقف بعيدا، هذا الموقف ضايقني، وذهبت ولم أسأل الشيخ، وجاءني شعور بأنه من الممكن أن يكون أغلب المشايخ أو الملتزمين يوجد عندهم غلظة، وحتى الآن أشعر بالضيق، فما رأيك؟

أريد أن أخبرك أني أيضا أعاني من الصداع النصفي يوميا تقريبا، وأتناول المسكنات يوميا على الأقل حبتين أو أربع، وأيضا أتناول توبامكس بجرعة 25 مساء، فما هو تفسيرك لموضوع الصداع هذا؟ وهل هو مرتبط بالحالة النفسية؟

علما أني أعاني من الصداع من فترة، وهل تناول المسكنات يوميا يؤثر ويجعل الصداع مزمنا؟ وهل جرعة التوبامكس 25 كافية؟ وهل تتعارض مع الأدوية الأخرى؟

جزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أني أذكر رسائلك تمامًا، وأذكر حين تواصلت معي بالتليفون، آخر مرة كانت الأمور تمامًا، وكان كل شيء على ما يرام، وإن شاء الله تعالى لا تنزعج فأنت قد جربت التحسن في فترات سابقة، وسوف يأتيك إن شاء الله تعالى.
حالة القلق والكدر والوساوس البسيطة التي تعاني منها الآن هي جزء حقيقة من العلة التي تعاني منها، هذا لا يعني أن المرض سيكون مزمنًا أو في كل مرة سوف تأتيك هذه النوبات، فهي قد تحدث من وقت لآخر، وتكون أخف وأقل ثم تتلاشى إن شاء الله تعالى.

هنالك حقيقة مهمة جدّا وهي أن الأخوة والأخوات الذين لديهم تاريخ طويل في التعاطي مع الصحة النفسية والأعراض النفسية حتى حين يتحسنون تأتيهم بعض الاجترارات حول أعراض سابقة، ومن خلال التأثير الإيحائي تجد أن أي عرض يحدث لهم يبدؤون في تذكر كل السلبيات، وكل الأعراض التي كانت تأتيهم سابقًا، هذا ليس نوعًا من التوهم، إنما هو تأثير على مستوى العقل الباطني.

فأنا أقول لك: أنت لديك الحمد لله خبرة طويلة وتعامل مع حالتك، وحقيقة أنا سعدت كثيرًا حين تحدثت معك فيم مضى أنه لديك آليات دفاعية نفسية قوية جدًّا، فأنت تستطيع أن تصحح مساراتك النفسية وتستطيع أن تعيش شعور إيجابي مهما كانت هنالك سلبيات.

في موضوع الدواء: فمن ملاحظاتي أن الفافرين والوليبيوترين وجرعة صغيرة من الإرببرازول كانت هي الرزمة العلاجية الأفضل بالنسبة لك، وهذا يدل أن مكوناتك الداخلية الكيميائي والبيولوجية والجينية هي المتوافقة تمامًا مع هذه الأدوية.

فيا أخي الكريم: لا تنزعج أبدًا لموضوع الدواء، وحتى الأعراض الجانبية من جنسية وخلافه حاول أن تتناساها، حاول أن تتجاهلها، وحاول أن تتذكر دائمًا الأشياء الإيجابية التي يجلبها لك الدواء، هذا يجعل حتى تصورك حول ما هو سلبي ليس ذو أهمية بالنسبة لك؛ مما يجعله ينخفض ويتلاشى تمامًا.

بالنسبة للمعاشرة الزوجية: من أهم الأشياء أن تغلق تمامًا على الجانب النفسي، وهذا من خلال أن لا تراقب أدائك الجنسي، وتذكر دائمًا أن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، وتذكر أن هذه المعاشرة الجنسية هي مشاركة وملاطفة وتتم في ستر، وأداء الناس يتفاوت، ومزاج الزوج يلعب دورًا، و هكذا.
إذن اترك هذا الأمر في هذا النطاق، وهذا أمر جيد.

كما أني أوصيتك فيما مضى حول ممارسة الرياضة، وأنا أنصحك الآن أخي (محمد) بذلك، لأن الرياضة لا شك أنها تحسن الأداء الجنسي، أنها تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، والرياضة تؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ، هذا لا شك فيه الآن أثبت تمامًا، وهذا بالطبع ينتج عنه إزالة الاكتئاب والقلق والتوترات والوساوس.

بالنسبة لزيادة الوزن: لا نتوقع أن تحدث زيادة وزن حقيقة مع الولبيوترين وجرعة الفافرين التي تتناولها، كما تذكر أن التوباماكس هو يُضعف الشهية للطعام، إذن نحن أمام تركيبة علاجية ممتازة جدًّا، فقط عليك بشيء من الجهد في ممارسة الرياضة وتمارين البطن لتقوية عضلات البطن مما يُرجعها إلى حجمها الطبيعي، فأنت تكون استفدت من الرياضة من جميع المناحي.

بالنسبة للصداع: حقيقة أنت أشرت إشارة واضحة في تخوفك من تناولك للمسكنات يوميًا، قد ينتج عنه أن يصبح الصداع صداعًا مزمنًا، وهذه حقيقة، أنا سعدتُ جدًّا لهذا القول لأن كثيرًا من الناس يعتقدون أن المسكنات كلها خير، لا، المسكنات فيها شر كبير، وهو أن الذين يداومون على تناولها باستمرار تتحول آلامهم ومشاكلهم الجسدية، وخاصة الصداع إلى حالات مزمنة، ويصبح هنالك نوع من التعود التلقائي على تناول هذه المسكنات.

فيا أخي الكريم: لا تتناول هذه المسكنات باستمرار، كن حريصًا في ذلك، وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، والحرص فيما يخص الأطعمة، لا تتناول الأجبان بكثرة، أو الشكولاتا، فهذه كثيرًا ما تثير هذا الصداع، كما أنه يجب أن تتأكد من الأذن والجيوب الأنفية والنظر لديك، وإن استمر هذا الصداع فيحبذ أن تقوم بعمل صورة مقطعية للدماغ فقط من أجل التأكد.

فإذن لا تعارض بين الأدوية، حالتك إن شاء الله تعالى مطمئنة، لا تكن حساسًا فيما يُقال والتفاعلات التي تحدث بينك وبين الآخرين، الاعتقاد الذي أتاك أن المشايخ يتعاملون مع الناس بغلظة، هذا بالطبع تفكير قلقي وسواسي وليس أكثر من ذلك، وأنت بنفسك أشرت لذلك.

إذن قمنا بتشخيص الحالة كما طلبت، فهي جزء من حالة القلق الاكتئابي الوسواسي الذي تعاني منه، لكني لا أعتبرها انتكاسة حقيقية، هي مجرد هفوة مرضية كما نسميها، وإن شاء الله سوف تزول.

التفكير الإيجابي، الإصرار، ممارسة الرياضة، الاستمرار في تناول الدواء بالصورة المطلوبة... هذا إن شاء الله تعالى ينتج عنه نتائج إيجابية جدًّا.

بارك الله فيك أخي (محمد) ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب وثقتك في شخصي الضعيف.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:45 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:02 PM
  • المغرب
    05:59 PM
  • العشاء
    07:29 PM