الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي خوف من المرض والموت هل (الفافرين) مناسب؟

السؤال

عندي قلق ومخاوف من الموت، ووسواس صحة، هل (الفافرين) مناسب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إدريس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

كنت أتمنى أن تكون رسالتك أكثر تفصيلاً، فالقلق أنواع، والقلق قد يكون عرضًا أو يكون مرضًا، وكذلك المخاوف، ومدة هذه الأعراض أيضًا نعتبرها مهمة، وكل المتعلقات بها: ما هي المثيرات؟ ما هي المخفضات؟ وكيف بدأت القصة؟ ماذا تعمل الآن؟ ما هو مستوى تكيفك وتطبعك مع الحياة؟ هذه كلها أمور مفقودة -أيها الفاضل الكريم-.

لكن بصفة عامة -وحسب ما هو منهجنا– لا نبخل على أحد بأي معلومة، وانطلاقًا من هذا أقول لك: إن قلق المخاوف الوسواسي منتشر، وهو حالة إن شاء الله تعالى بسيطة جدًّا، تعالج من خلال: أن يُحقر الإنسان هذا الخوف، أن يحقر هذه الوساوس، وأن يتجاهلها، وألا يلتفت إليها، وأن يكون الإنسان جادًا في حياته، ويكون مديرًا جيدًا لوقته، وأن يكون نافعًا لنفسه ولغيره.

الوساوس والمخاوف –أيها الفاضل الكريم– تتصيدنا من خلال الفراغ.

موضوع الخوف من الموت: لا بد منه؛ لأن الموت حقيقة، والإنسان ليس له إرادة التحكم حول الموت أبدًا، لكن يجب أن نتذكر أننا نستطيع أن ندير حياتنا، والحياة دائمًا تسبق الموت، الموت يأتي بعد الحياة، فعلى ضوء ذلك: يجتهد الإنسان أن يكون موفقًا، أن يكون مثابرًا، أن يكون جيدًا، مفيدًا للناس ومفيدًا لنفسه، قطعًا هذا سوف يستثمر حياته ويستفيد منها، ويؤدي ذلك إلى تقليص الأعراض النفسية، وأن يعيش الإنسان في صحة نفسية جيدة.

أخي الفاضل: نحن في حاجة كبيرة جدًّا الآن أن نراجع أحوالنا، لماذا هذا القلق؟ لماذا هذه المخاوف؟ نحن أمة الإسلام يجب أن نكون أكثر اطمئنانًا من غيرنا، وقطعًا تقربنا إلى الله تعالى وأن نسلِّم أمرنا له وأن نعبده على حق يرفع عنا الكثير من القلق والتوترات والمخاوف، هذا لا يعني –أخي الكريم– أن مَن يُصاب بالقلق أو الخوف ضعيف الإيمان، لا، هذا الكلام أنا أنفيه تمامًا، وهذه الحقيقة أؤكد عليها دائمًا، هذه الأمراض تُصيب البر والفاجر، الأبيض والأسود، الغني والفقير، (وهكذا)، لكن قطعًا الشخص الذي يتمتع بقوة في الإيمان وقوة في التوكل، وسعي حثيث في أمور الدنيا وأمور الآخرة، لا شك أنه أكثر طمأنينة من غيره.

أيها الفاضل الكريم: الفافرين من أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس القهرية على وجه الخصوص، كذلك المخاوف أيًّا كان نوعها، دواء أقره تمامًا، أؤيده تمامًا، أحبه تمامًا، لكني لا أريدك قطعًا أن تتناول أي دواء دون استشارة طبيب، حيث إن عمرك يجب أن يُحدد، شدة هذه الأعراض، أيضًا يجب أن يتم التعرف عليها بصورة أوسع.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:45 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:02 PM
  • المغرب
    05:59 PM
  • العشاء
    07:29 PM