الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك خطورة في تناول السيروكسات والترامادول الأحمر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يوجد تعارض أو تداخل بين السيروكسات 40 جرام والترامادول الأحمر -رغم أضرار الثاني-؟ فلو تناولت السيروكسات، وتناولت الترامادول الأحمر، هل ذلك يشكل خطراً؟ 

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bader حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بما أن سؤالك من الأسئلة الحساسة أود أن أؤكد لك أننا ننتهج في إسلام ويب المنهج العلمي السليم والأمين والرصين، فأرجو أن تأخذ كل كلمة أقولها لك بقناعة شديدة، وأقول لك بكل تواضع: أنا لديّ أبحاث كثيرة في موضوع الترامادول، وعضو في لجان كثيرة اهتمامها دراسة هذا العقار.

الترامادول دواء اخترعته شركة ألمانية عام 1976، ومثَّل صيحة كبيرة في عالم الطب؛ لأنه ساعد مرضى السرطانات للحد من الآلام السرطانية، خاصة حين يكون الواحد منهم على فراش الموت.

وبعد ذلك اتضح أن هذا الدواء يعمل بصورة خادعة جدًّا من حيث تأثيره على الموصلات العصبية، فهو يعمل على قاتلات الألم، كما أنه يُثير ويحفز السيروتونين والدوبامين، وهي مختصة بتحسين المزاج، وتنشيط المردود الإيجابي الداخلي للإنسان، وهذا أثبت علميًا لماذا يلجأ البعض لتناول هذا الدواء لدرجة الإدمان؟

إذًا يحمل خاصية إدمانية حقيقية، وفعاليته تكون ممتازة جدًّا في الأسبوع الأول، لكن بعد ذلك اضطر الإنسان الذي يتعاطى معه إلى أن يرفع الجرعة حتى يتحصل على نفس الأثر الذي كان يحسه في الأول، وهنا تبدأ عملية الاستعباد التامة، وما يصاحبها من مشاكل إدمانية، ربما تكون قد اطلعت عليها.

أيها الفاضل الكريم: أتمنى أن تأخذ كلامي بطريقة علمية أمينة وصادقة.

أنا لا أقول أن الترامادول خطير مثل الهيرويين، هذا الكلام ليس صحيحًا، لكنه بوابة أكيدة من بوابات الإدمان، والذين يتعاطون الأفيون حين تنقطع منهم الإمدادات الأفيونية يلجؤون إلى الترامادول؛ لأنه يعتبر دواءً تعويضيًا جدًّا، يمنع الآثار الانسحابية؛ لأن تركيبته الاستقلابية تشبه لدرجة كبيرة الأفيونات.

الترامادول فيه مركب يعمل قريبًا جدًّا من العقار الذي يعرف باسم (فلافاكسين) وهو دواء ممتاز لعلاج الاكتئاب وتحسين المزاج، وهذه الجزئية الخطيرة في هذا الدواء ربما هي التي جعلت البعض يتعلق به ليحسن مزاجه ويزيل آلامه النفسية، وذلك بجانب أن الدواء أصلاً يزيل الآلام الجسدية.

بالنسبة لتناول هذا الدواء مع الزيروكسات والأدوية المشابهة: قطعًا سوف تكون الفعالية محفزة ومتحفزة، بمعنى أنها سوف تتضاعف، لأن الزيروكسات أيضًا يعمل من خلال السيروتونين والنورأدرينالين وشيء من الدوبامين، فهنالك فعل تضافري بين الدوائين لا شك في ذلك، لا أقول أن هنالك تناقضا، لكن قطعًا جرعة كبيرة من هنا وجرعة كبيرة من هناك ربما تُدخل الإنسان في حالة تسممية.

إذًا هذا هو الوضع العلمي، وأنا قطعًا أدعوك بكل صدق وأمانة وأبوية ألا تتعاطى الترامادول.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر على

    بجد ربنا يخليك يا دكتور انا مش صاحب الموضوع بس انت بتفيد ناس كتير جدا شكرا لحضرتك

  • em

    تحياتي لك دكتوري الفاضل واود ان اقول بهذا السياق للسائل الا يجازف بتناول العقارين مع بعضهما ولا بعد ترك الترامادول بفتره وجيزه لانه لو فعل فسيحدث لديه مضاعفات مؤلمه وخطيره جدا وربما دائمه على عضلة القلب او الاوعيه الدمويه.. السائل الكريم لو لم تود ايقاف عقار الترامادول لا تاخذ نهايئا معه سايروكسات .وشكرا



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:44 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:02 PM
  • المغرب
    05:59 PM
  • العشاء
    07:29 PM