الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من وسوسة الشيطان في التفكير فيما شاهدته سابقا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كيف أتخلص من وساوس الشيطان النفسي الذي دائما يجعلني أفكر في الصور والمقاطع الإباحية التي شاهدتها من قبل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيسى .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس بالأمر الصعب ترك هذه الأشياء، واعلم أن كيد الشيطان كان ضعيفًا، ولا تجد لنفسك العذر والمبررات وتلجأ إلى النكران وترمي كل شيء على الشيطان، لا، نفسك الأمارة بالسوء هي التي يجب أن تُلجمها وتؤدبها وتسيطر عليها، وهذا ليس بالصعب، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ومن وسع نفسك ألا تتبع خطوات الشيطان، فإنه من يتبع خطوات الشيطان يأمره بالفحشاء والمنكر، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وحافظ على صلواتك، وحافظ على أذكارك، هذه هي الحاميات، وكن بارًا بوالديك – أيها الفاضل الكريم –.

الشيطان يلازم الإنسان عند الغفلة، ولكن يجب ألا نرمي عيوبنا وآثامنا وخطايانا كلها على الشيطان، نعم الشيطان له دور في التزيين والوسوسة، لكن الإنسان له إرادة أوجدها الله تعالى فيه، وحذرنا منه فقال: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا}.

أنت رجل مستبصر، تُدرك، صاحب أهلية، تفرق بين الحق والباطل والخير والشر، والحلال والحرام، إذًا أنت مسؤول، وهذه المسؤولية ما أتتك إلا من خلال أن الله تعالى قد كرمك.

فيا أخِي الكريم: يجب أن تكون على مستوى المسؤولية، وأنا أقول لك أن مشاهدة المقاطع الإباحية وما شابهها هي إهانة للذات، هي تحقير للنفس، بل هي استعباد، أن يستعبد الإنسان بشيء بهذه الرذالة والقباحة هذا أمر لا أتصوره!

أيها الفاضل الكريم: حرر نفسك من هذه العبودية، كن مع الصالحين، استعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، لا تنظر إليها، انظر إلى الجمال، انظر إلى الحياة، كن مع أهل التقوى، كن بارًا بوالديك، واجعل لحياتك معنىً، هذا هو الذي أريده لك.

وأريدك - أيها الفاضل الكريم - أيضًا أن تشهد الجنائز، أن تصلي على الجنازة فلك قيراط من الأجر، والقيراط قدر أُحد، وأن تحضر دفنها لك قِيراط آخر من الأجر، وفوق ذلك حين تنظر إلى الميت يُنزل إلى لحده وتتصور هذه المقاطع الإباحية تصور أنك في ذاك الموقف، لكن في ذات الوقت تذكر أن الله تعالى أعطاك الفرصة لكي تعيش وتستدرك وتصحح مسارك.

أيها الفاضل الكريم: أنت رجل فيك خير - هذا واضح لي – لكن لا تدع نفسك الأمارة بالسوء تصرعك بهذه الطريقة.

وإن كنت تقصد أنك لا تشاهد هذه المواقع والصور الإباحية وتفكر فيها، هذا أيضًا يعالج على نفس الأساس، أن تربطه دائمًا بما هو منفر من خلال ما ذكرناه لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:45 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:02 PM
  • المغرب
    05:59 PM
  • العشاء
    07:29 PM