الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت نفسيتي بعد الإجهاض الثاني.. ولا أعرف ماذا أفعل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أود شكركم على هذا الموقع الرائع، وكل ما تبذلونه من جهد للإجابة على الاستشارات.

ثانيًا:- حملت بعد سنة وثلاثة أشهر من الزواج -ولله الحمد- بعد تناول الدوفاستون، وحدث إجهاض في الشهر الخامس، أصابتني قبلها بأسبوع التهابات مهبلية، وبعد ثلاثة أشهر حملت مرة أخرى بعد تناول الدوفاستون والفوليك اسيد، وأجهضت في الأسبوع الرابع، مع العلم أنني استمررت على الدوفاستون والفوليك بعد معرفتي بخبر حملي، ولا أعلم ما السبب؟

ذهبت للطبيبة وأخبرتني أن الكحة والزكام هي السبب في ذلك، لقد تعبت نفسيتي بعد الإجهاض، ولا أعرف ماذا أفعل؟

أتمنى منكم نصيحتي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المستحب الانتظار دون التفكير في الحمل بعد الإجهاض المتكرر لمدة 6 شهور على الأقل، خصوصًا والوزن 98 كجم، ومعدل كتلة الوزن 36، وهو معدل يدخل تحت بند السمنة المفرطة، والتي تؤدي إلى كثير من المشاكل من بينها عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة التكيس على المبايض.

والإجهاض المتكرر له أسباب عديدة، من بينها خلل الكروموسومات أو الجينات الوراثية للجنين المتكون، ويصبح الجنين غير قابل للحياة، وقد يموت الجنين في الشهور الأولى، وقد يظل حتى الثلث الثاني من الحمل، ولذلك ننصح دائمًا بتأجيل الحمل بعد الإجهاض الأخير لمدة 6 شهور على الأقل للتخلص من آثار الحمل الأول، ونسيان تجارب الحمل السابقة.

كذلك فإن أمراض الفيروسات مثل CMV، وكذلك مرض Toxoplasmosis من الأمراض التي تؤدي إلى الإجهاض المتكرر، بالإضافة إلى الالتهابات المزمنة في الحوض والفرج، ولذلك يجب المتابعة مع الطبيبة المعالجة، وفحص هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض، وهرمونات الغدة الدرقية، حيث إن الكسل في وظائف الغدة الدرقية يؤدي إلى الإجهاض، وفحص الأجسام المضادة لمرض الفيروسات CMV، والمرض المتعلق بالقطط Toxoplasmosis، ومتابعة المبايض والرحم بالسونار لمعرفة حالة المبايض، وهل هناك تكيس أم لا؟

مع ضرورة العمل في الشهور القادمة على إنقاص الوزن؛ لأنه العامل المهم في تحسن التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية وإعادة التوازن الهرموني وإعادة بناء بطانة الرحم، ويمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين، أو كليمن لمدة 6 شهور يتم فيها عمل التحاليل المطلوبة والسونار، وإنقاص الوزن، وفي نهاية تلك المدة يمكنك تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا منذ اليوم الـ 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور، مع العلم أن هذه الحبوب تساعد في تثبيت الحمل في حال حدوثه، ولا خوف على الجنين من تناولها.

مع ضرورة تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء للمساعدة في علاج التكيس، وضبط مستوى الهرمونات، وتنظيم الدورة الشهرية، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك اسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور؛ لأنها مهمة للتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية وحليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.

مع التزام الدعاء والاستغفار قال الله تعالى: { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أحلام

    شكرالكم على كل المجهودات المبذولة...جعلهاالله في ميزان حسناتكم.....أختكم من الجزائر



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    04:09 AM
  • الظهر
    11:39 AM
  • العصر
    03:07 PM
  • المغرب
    05:49 PM
  • العشاء
    07:19 PM