الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص وساوس الخوف من عدم النوم والإصابة بمرض الأعصاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكر الله لكم صنيعكم الطيب.

أنا شاب عمري 28 سنة، متفهم للجميع ومحب لهم، والجميع يعتبرني قدوة في الصبر والهدوء، وهذا فضل عظيم من الله علي فلله الحمد من قبل وبعد.

قبل سنه ونصف، وتحديدا في شهر 7 من عام 1438 أصبت بحالة غريبة، حيث أتاني تنميل في اليد وضعف في الذراعين، فذهبت عند دكتور العظام، ولكن قال لي: حالتك ليست عندي، هي تابعة لطبيب الأعصاب، فخفت من كلمة الأعصاب لأني أعرف أن كل أمراض الأعصاب خطيرة.

ذهبت لطبيب الأعصاب وحالتي النفسية أصبحت سيئة، فقال لي: تحتاج تخطيط الأعصاب، وليست متوفرة لدينا، يجب عليك الذهاب إلى مستشفى كبير، وهنا تأكدت في داخلي أن حالتي خطيرة، وأنني ربما لن أستطيع تحريك يدي بعد الآن.

لم أستطع النوم، علما بأنني كنت شخصا كثير النوم ومحبا له، وهذا ما زاد الأمر سوء، استمررت يومين وحالتي النفسية سيئة، ثم ذهبت لطبيب التخطيط، فقال: ربما اختناق بسيط في العصب، ولا بد من إجراء أشعة رنين مغناطيسي للدماغ.

بين موعد الطبيب والأشعة 3 أيام كانت الأسوأ في حياتي، لم أكن أنام إلا قليلا جدا، ومن يومها وأنا أعاني من حالتي الوسواسية، وهي الخوف من عدم القدرة على النوم.

عملت الأشعة، وقال الدكتور: ربما هنالك شيء غير واضح، سننتظر تقرير الأشعة، فازداد خوفي أكثر، وبدأ معي وسواس الإصابة بمرض التصلب المتعدد، ولكن ظهرت النتيجة وكانت سليمة.

لكني ما زلت أعاني من وسواس الخوف من عدم النوم يوميا، وبين فترة وأخرى أعاني وسواس الخوف من مرض الأعصاب، علما أنني عملت تخطيط الأعصاب مرتين، وأشعة الرنين للدماغ والحبل الشوكي 3 مرات، وكلها سليمة -ولله الحمد-.

بداية المرض عملت تحليلا شاملا أظهر أن لدي مرض السكري من النوع الثاني، وهذا الهم أثر علة وزني الذي نزل 20 كلغ.

ذهبت للرقاة بعد ذلك لأنني كنت أرى أحلاما تفسر لي أني معيون ومحسود، لكني أعتقد أني مريض نفسي، ولكني لم أراجع طبيبا نفسيا.

أعاني بعض الأوقات من آلام وتنميل في الجسم ورجفة في اليدين وشد في الساق وحركة عصبية غير إرادية بسيطة في العين اليسرى، وكل ذلك بلا سبب، وكل هذه الأعراض تسلسلية تظهر على فترات منذ بداية المرض وإلى الآن.

شكر الله لكم، ونفع بعلمكم، وجزاكم الجنة ووالديكم وجميع المسلمين، وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم ما تعاني منه حالة نفسية محضة، وهي حالة قلق وتوتر، والخوف الشديد من المرض، وهذا ما جعلك تخاف من وجود مرض عندك، وكلما حوّلك طبيب إلى طبيب آخر يزداد الخوف عندك وتنتظر النتائج بفائق السرعة، وهذا هو القلق والتوتر بعينه، فدائمًا الشخص يتوجَّس ممَّا هو آتٍ، ويتوقع الأسوأ دائمًا، وطبعًا الفحوصات كلها سليمة، لأن القلق مرض نفسي ولا توجد معه أي مشاكل أو خلل في أعضاء الجسم البدنية، القلق مرض نفسي ويُشخَّص عن طريق التاريخ المرضي وما يقوله الشخص وعن طريق كشف الحالة العقلية.

ووسواس النوم أيضًا هو طبعًا من القلق والخوف، وهكذا تصبح في دوّامة وفي دائرة مفرغة، فتخاف من النوم، ويأتيك وسواس عدم النوم، ولا تنام، ويزداد القلق، وهكذا.

علاجك – أخي الكريم – أن تقابل طبيبًا نفسيًا إذا أمكن، وسوف يعطيك علاجات للقلق، وأيضًا سوف يُعطيك علاجات نفسية للاسترخاء وإزالة التوتر، والأدوية من فصيلة الـ (SSRIS) هي فعّالة جدًّا في علاج القلق، وآثارها الجانبية قليلة، ويمكن أن يعطيك شيئًا أيضًا للنوم، مثل الـ (ميرتازبين) خمسة عشرة مليجرامًا، هو مضاد للقلق ومُهدئ، ويُساعد في النوم، ولا يُسبب الإدمان.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:40 AM
  • الظهر
    11:32 AM
  • العصر
    03:01 PM
  • المغرب
    06:01 PM
  • العشاء
    07:31 PM