الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالهلع والخوف والضيق ألزمني البقاء في البيت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من نصائح وإرشادات للمسلمين.

عندما كنت بعمر 15 سنة أصبت بنوبة هلع وخوف وضيق تنفس، وشعرت أن الواقع تغير، فذهبت للطبيب النفسي، ووصف لي seroplex إسيتولبرام، فتحسنت حالتي 90%.

مررت في الآونة الأخيرة بظروف صعبة في حياتي، ورجعت لي الحالة، فصرت حبيس البيت، بمجرد أن أخرج بمفردي أشعر بضيق في التنفس وخوف شديد، وأشعر بتغير الواقع، ولا أشعر بطعم الحياة.

علماً بأني أتناول seroplex لكن بدون فائدة، فما هو السبب الذي جعل الإسيتولابرام لم يعد ينفعني؟ وهل أستبدله بدواء آخر؟ بما تنصحونني؟

حفظكم الله، ورعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الذي أتاك هي نوبات هلع وهرع، ويُعرف عن هذه الحالات -حتى بعد أن يتم علاجها وتختفي- كنوبات قد تترك في الإنسان شيئا من الوسوسة والقلق التوقعي - أي أن الحالة سوف ترجع، ومتى سترجع، وكيف سترجع، وماذا أعمل؟

هذا النوع من الوسوسة في بعض الأحيان هو في حدِّ ذاته يؤدي إلى نوبات حقيقية، كما تفضلت أيضًا الظروف الحياتية غير المواتية والضغوطات النفسية قد تكون سببًا في هذه الهفوات أو الانتكاسات.

عمومًا: الأمر بسيط - أيها الفاضل الكريم - ولا أريدك أن تعتمد فقط على العلاج الدوائي. كن إيجابيًا في تفكيرك، في كل شيء، في مشاعرك، وفي أفعالك، هذه هي خطة العلاج الرئيسية، وتجاهل هذه الأعراض، هذه الأعراض حتى وإن كانت مزعجة لكن أؤكد لك أنها غير خطيرة، فتجاهلها، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، في محيط العمل، في محيط التواصل الاجتماعي، العبادات، الصلوات في وقتها، الترفيه على النفس بما هو طيب وجميل، القراءة، الحياة فيها أشياء عظيمة جدًّا يمكن للإنسان أن يستفيد منها وبصورة فاعلة جدًّا.

الإستالوبرام دواء ممتاز، لكن ربما تحتاج لأن تصل إلى جرعة عشرين مليجرامًا، عشرين مليجرامًا جرعة فاعلة جدًّا، ويجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر أيضًا، ثم تجعل الجرعة خمسة مليجرامات يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

يمكن أن تُدعم الإستالوبرام بعقار (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد)، أريدك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا - أي كبسولة واحدة - يوميًا في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.

إذًا الإستالوبرام استمر عليه كدواء أساسي لكن بالجرعة الصحيحة التي ذكرناها لك، والدواء الداعم هو السلبرايد والذي يجب أن تستعمله لمدة شهرين فقط.

لا داع لأن تنتقل إلى دواء آخر، الأدوية كثيرة ومعروفة وجُلّها مفيدة، لكن السبرالكس يأتي على رأس قائمة الأدوية التي تفيد في مثل هذه الحالات، ويجب أن تدعم العلاج الدوائي بما ذكرته لك من إرشاد سابق.

أشكرك مرة أخرى على تواصلك، وثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:47 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:03 PM
  • المغرب
    05:58 PM
  • العشاء
    07:28 PM