الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على مشكلة بلع الريق؟

السؤال

السلام عليكم

أتشرف بكم وأود أن أطرح عليكم مشكلتي التي أتعبتني، ولها الآن سنة كاملة، أعاني من مشكلة واحدة فقط، بلع الريق باستمرار في حلقي، وهذه المشكلة أتعبتني كثيراً، وسببت لي إحراجاً خصوصاً في الأماكن الاجتماعية، وتشتد معي في المسجد، لدرجة أني أصبحت لا أذهب إلى المسجد، رغم أني كنت من المحافظين عليه.

لا أعلم لماذا أصابتني، أصبحت أذهب فقط صلاة الجمعة والفجر، والله إنها أتعبتني جداً، وعند المناسبات وخصوصاً وقت التجمع على الأكل يصيبني قلق وتوتر، لأني أخشى أن يسمع صوت حلقي، ولكن للأسف يخرج بصوت عال.

أنا متأكد أني أسمعه، ولكن عند ما سألت بعض المقربين مني الذين علموا بمشكلة حلقي يقولون لي إنهم لا يسمعون صوت حلقي، وأشعر أنهم يجاملونني، فأصبحت أتهرب منهم ومن الناس بسبب صوت حلقي والتوتر والقلق الذي جلبه لي كثرة بلع الريق، لا أستطيع أن أتملكه، ولكنها شديدة معي.

الحمد لله، خفّت بفضل الله، ثم من كان يساندني من الذين أخبرتهم بالمشكلة، وما زالت موجودة وتتعبني في المناسبات والمسجد، خصوصاً المسجد كلما أبلع ريقي أشعر أن الناس تتهرب مني، لا أستطيع أن أتحمل نفسي، فيصيبني لا إرادياً وأبلع ريقي، حتى إني أشعر بخجل من كلامي، ولكن والله العظيم إنه أتعبني وأرهقني.

لم أعد كما كنت، أصبحت أتهرب بسبب تلك المشكلة، رغم أني أعلم أنه مجرد وسوسة، ولكن تسيطر علي وبقوة، فأرجوكم أخبروني واشرحوا لي بالتفصيل، هل توجد حلول لهذه المشكلة؟ وهل أستطيع أن أتخلص منها وأعود كما كنت؟ لأني تغيرت جداً بسببها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان جميعاً.

مشكلتك واضحة جداً بالنسبة لنا، وأعرف أنها مزعجة لك، ولكن -إن شاء الله- ليست خطيرة، هذا نوع من أنماط الوسواسية، قد يكون الأمر بدأ بالتهاب في الحلق أو الأسنان أو شيء من هذا القبيل، وكنت تضطر لأن تبلع الريق بصورة متكررة، وبعد أن شفيت الحالة العضوية بقي بعد ذلك الجانب النمطي الوسواسي.

الصوت الذي تحدثت عنه قد يكون منه شيء موجود، لكن قطعاً يظهر عندك متضخماً جداً، بمعنى أنه ليس على حقيقته، لأن التصعيد النفسي أو التصعيد الإيحائي الوسواسي هو الذي يجعلك تحسه أنه مرتفع وهذا ليس وهماً حقيقة، هذه وسوسة وأنماطها معروفة لدينا.

أخي الكريم: أؤكد لك أن الآخرين لا يراقبونك ولا ينظرون لهذه المشكلة كما تراها أنت، هذه يجب أن تكون نقطة اطمئنان، الأمر الثاني: هي حالة مكتسبة وأنت لم تولد بها، والشيء المكتسب يعني أنه متعلم، والمتعلم يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد، فإذاً حقر الفكرة وحاول أن تستبدلها بتصرف آخر.

قل لنفسك مثلاً: بدل أن أبلع ريقي بهذه الصورة المتكررة حين يأتي هذا الشعور سآخذ نفساً عميقاً وابدأ بأخذ النفس العميق بدل البلع، أو قل لنفسك: سأبدأ وأعد التنفس لدي لمدة دقيقة وهكذا، هذا نسميه بصرف الانتباه التدبري، تتدبر وتتأمل في شيء آخر يصرف انتباهك عما أنت فيه، هذا نوع من الحيل النفسية العلاجية السلوكية.

أريدك أيضاً أن تلجأ لما أسميه العلاج المعرفي السلوكي التنفيري وهذا تطبيق بسيط جداً، اجلس أمام الطاولة وتصور وتخيل أنك تقوم ببلع ريقك، أو حاول أن تبلع ريقك بالفعل، وفي نفس اللحظة قم بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح الطاولة يجب أن تحس بالألم، حين تقرن الآلم بالفعل الوسواسي، وفي هذه الحالة هو التفكير أو بلع الريق، تكرار هذا التمرين سيضعف الجانب الوسواسي لديك، تمرين مضحك في شكله لكنه علمي جداً ومفيد جداً.

أريدك -أخي الكريم سلطان- أن تتدرب على التمارين الاسترخائية مهمة جداً لأن الانشداد العضلي في منطقة الرقبة يلعب دوراً في مثل هذا الوسواس، وأريدك أن تكون مسترخياً حين تأخذ نفساً عميقاص وبطيئاً عن طريق الأنف ثم تخرجه عن طريق الفم بقوة وبطء، مع تدبر وتأمل، هذا فيه فائدة كبيرة جداً، وتوجد برامج كثيرة على الإنترنت توضح كيفية ممارسة التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك أخي أن ترجع إليها وتطبق التمارين بدقة.

أخي: انصرف للحياة، لا تجعل هذا الشيء البسيط يعطلك، اذهب إلى المسجد وصل صلاتك، ونحن الآن مقدمون على رمضان موسم الخيرات فيه خير كثير، تواصل اجتماعياً، مارس رياضة، اجتهد في عملك، اجتهد في صلاتك الاجتماعية بهذه الكيفة تعالج هذه المشكلة.

أبشرك أيضاً أن الأدوية المضادة للوساوس مفيدة فيها هذه الحالة، العقار الذي أنصحك بتناوله هو فافرين والذي يسمى فلوفكسمين تناوله بجرعة 50 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين ثم اجعلها 100 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم 50 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهراً آخر ثم توقف عن تناوله، ويدعم بدواء آخر يعرف باسم سلبرايد واسمه التجاري دوجماتيل أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام يومياً لمدة شهرين ثم تتوقف عن تناوله، أدوية سليم وبسيطة وغير إدمانية وقطعاً ستساعدك، لكن يجب أن تستصحبها بالإرشاد الذي ذكرته لك كله مجتمعاً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    04:10 AM
  • الظهر
    11:39 AM
  • العصر
    03:07 PM
  • المغرب
    05:49 PM
  • العشاء
    07:19 PM