الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معوق الأهل في طريق الهداية إلى الإسلام.

السؤال

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فلدينا خادمة تريد أن تدخل الإسلام، ولكن أهلها في الهند يهددونها بأنهم سيتبروؤن منها إذا أسلمت، وهي كبيرة في السن في منتصف الأربعينات تقريباً، وموجودة في البيت عندنا منذ ولادتي حتى هذا اليوم، وهي التي ربتني في صغري، وهي متزوجة ولديها 5 أولاد.

وبعد أن سمعت رأي أهلها ترددت، ولكني فهمتها أن الدين هو أهم شيء لدى الإنسان، وأن أهلها لن ينفعوها بعد مماتها، ولكنها تفكر إذا كبرت في السن ما ستعمل؟ وأين ستهذب وتعيش إذا تبروؤا منها أهلها؟ ومن سيهتم بها في كبرها؟ ولكنها في نفسها تريد أن تدخل الإسلام، ولكن أمامها معوقات ألا وهي معارضة أهلها.

وقلت لها أن لا إكراه في دخول ديننا، راجعي نفسك، وفهمتها أن من مات كافراً مصيره إلى النار، بماذا تنصحونني في مثل هذه المسألة؟ وهل هناك حل إذا كبرت وتبروؤا منها أهلها لمكان معيشتها؟
وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يهدينا جميعاً، وأن يجعلنا سبباً لمن اهتدى، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا!

فكم نحن فخورين ومسرورين بشبابنا الحريصين على هداية الناس! وهكذا ينبغي أن يكون المسلم الذي تذوق حلاوة الإيمان، وسعد بالسجود للرحمن، فلا يليق بالمسلم أن يبخل بالهداية ويُقصر في نشر الرسالة؛ لأن في ذلك خيانة للأمانة، وليت كل مسلم يفكر في هداية من حوله من الناس، وخاصة هؤلاء الذين دفعت بهم الحاجة إلى المجيء إلى ديارنا، وهم يحتاجون إلينا ويطيعون أمرنا، ومع ذلك قصَّرنا في تقديم الهداية لهم، مع أنه كان من الواجب أن نُسافر إلى ديارهم لنبلغهم رسالة الإسلام.

ولا شك أن المسلمين الجدد يواجهون مشاكل مع أسرهم، وربما في عملهم وحياتهم، وهنا يأتي دورنا نحن في المؤاخاة والمناصرة، والاجتهاد في تعليمهم؛ حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم، ويشعروا بوقوفنا معهم.

وأرجو أن تعرف هذه الأخت أن أهلها لا يملكون لها ضراً ولا نفعاً، وإذا تمسكت بدينها فإن أهلها سوف يتابعونها ويدخلون في الإسلام، وذلك لأنهم محتاجون لما في يدها من أموال، ومن الضروري أن تصبر عليهم وتُعاملهم بالحسنى حتى يعرفوا أن الإسلام هو دين الرحمة والوفاء.

ونحن من جانبنا ننصحكم بما يلي:

1- الإخلاص في دعوتها إلى الله.

2- الحرص على تعليمها العلم الشرعي وخاصة أمور العقيدة.

3- الفرح بإسلامها، وإكرامها، وزيادة راتبها، وإشعارها بأخوة الإسلام.

4- تعويضها عن قسوة أهلها والوقوف إلى جوارها.

5- ربطها بمراكز الدعوة الخاصة بالجاليات، وهناك سوف تجد من يشجعها على الثبات، ويبين لها طرق التعامل مع أهلها إذا لم يدخلوا الإسلام.

والله ولي الهداية والتوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:39 AM
  • الظهر
    11:32 AM
  • العصر
    03:01 PM
  • المغرب
    06:02 PM
  • العشاء
    07:32 PM