الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على صلاتي وديني؟

السؤال

السلام عليكم.

صرت لا أصلي، ولا أسمع المحاضرات الدينية؛ مما أدى إلى ابتعادي أكثر عن الدين، فأنا أريد حلا للحفاظ على صلاتي وديني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يمنّ عليك بالهداية والتوفيق للعمل الصالح، والجواب على ما ذكرت:

ما حصل لك من ترك الصلاة ومن ترك سماع المواعظ هذه يعد انتكاسة عن دين الله، ولا شك أن لها أسبابا ولا بد من إدراكها والسعي في معالجتها، ومن تلك الأسباب:

- أن يكون التدين ليس ناشئا عن قناعة داخلية بل موافقة للواقع.
- ترك الاهتمام بتربية النفس: فلا قراءة قرآن، ولا محافظة على الصلوات، ولا أداء للنوافل بأنواعها.
- أن يكون في القلب مرض من الغرور أو العجب، أو الكبر أو حب رئاسة، أو غير ذلك من الآفات.
- التعلق ببعض قضايا الماضي: من التفكير بمعاصي كانت في الماضي، أو الاحتفاظ بأفلام أو صور ونحو ذلك.
- البعد عن البيئة المعينة على الطاعة، واستبدالها ببيئة ورفقة سيئة.
- عدم حب الانضباط والالتزام بأوامر الله ونواهيه، وحب التساهل والتسيب.

ومما أوصيك به وحتى تعود إلى سابق عهدك من التدين وأن تثبت على دين الله تعالى:

* استشعار قبح الذنب وخطره وضرره في الدنيا والآخرة ولزوم التوبة منه، ومراقبة الله في السر والعلن.

* المداومة على العمل الصالح، ومنها الصلاة؛ فإنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وهي عمود الإسلام، وأول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة، روى أحمد والترمذي عن معاذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"، وطبيعة النفس إذا لم تشغل بالطاعة شغلت بالمعصية، ولهذا ينبغي أن يكون لك برنامج عملي يومي فيه جوانب متعددة من الطاعات وجوانب الخير.

* الابتعاد عن كل ما يدعو إلى المعصية من مكانها، أو الرفقة السيئة، وعليك لزوم مجالسة الصالحين، فقد جاء في جواب العالم لقاتل المائة نفس كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء". متفق عليه.

*المداومة على ذكر الله تعالى، وكثرة الدعاء بالثبات، وأن يصرف الله عنك السوء والفحشاء، وأكثر من الاستغفار ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله .

* إيجاد البدائل النافعة، من الاشتغال بالقراءة، والمشاركة في دورات علمية ومشاهدة مقاطع علمية نافعة.

* الحذر من الفراغ من غير أي عمل جاد؛ لأن هذا مدعاة إلى العودة إلى الذنب، فإن الفراغ من غير عمل مهم نافع في الدنيا والآخرة، وكثرة الخلوة؛ يكون فرصة ومدخلا للشيطان لدفع النفس إلى المعصية.

* قراءة الآيات والأحاديث المخوفة للمذنبين وخطر الذنب في الدنيا والآخرة.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر نوسة

    جزاكم الله خيرا على نصائح



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:45 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:02 PM
  • المغرب
    05:59 PM
  • العشاء
    07:29 PM