الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مزاجي شديد التقلب، كيف أضبط هذا الأمر؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تقلبات مزاجية شديدة دون أسباب واضحة.

امتدت دورة المزاج هذه منذ سنتين إلا أنني لم ألق لها بالاً، حتى بدأت تؤثر بشكل كبير على دراستي، أنا في المرحلة الأخيرة من الثانوية "البكلوريا".

دائما أكون مندمجة في عمل ما، ومتحمسة له، ومتأكدة من نجاح هذا العمل، حتى إنني أستطيع قضاء عدة ساعات متواصلة وأنا أنجزه.

لكن بعد ذلك أتوقف فجأة، وتبدأ الأفكار السوداوية بالانتشار حولي دون أي سبب وجيه، كحادث مؤسف أو ما إلى ذلك.

حالة الاكتئاب التي تصيبني تتمدد لأسبوع، أو أسبوع ونصف أحياناً ثم تختفي فجأة، ليحل محلها مزاج سعيد مقبل على العمل يستمر ساعات وتعاد الحالة مرة أخرى.

هذا يحدث بغض النظر عن العمل الذي أريد إنجازه: دراسة، كتابة، رسم أي شيء أحبه.

في فترات الاكتئاب تزداد عدد الساعات التي أنامها لتصل إلى ١٢ ساعة في اليوم، وتزداد شهيتي للطعام مما يجعلني ألوم ذاتي على كل شيء سيء فيها، زيادة وزني، التقصير في الدراسة والعبادة، حتى عدم ممارسة هوايتي، وتبدأ معها الافكار الانتحارية التي لا أملك الجرأة على تنفيذها، ثم بعد ذلك ومن غير سبب أعود للشعور بالسعادة والأمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من اضطراب يُسمَّى (اضطراب المزاج الدوري) أو (Cyclothymic Disorder)، وللأسف لا أضبط ترجمته باللغة العربية، ولكنه اضطراب يكون فيه دائمًا تغيير للمزاج، والتأرجح بين الاكتئاب والانبساط، وهو لا يُعتبر اضطرابًا وجدانيًّا ثنائي القطبية، لأنه لا ينطبق عليه معيار الاكتئاب الكامل أو الهوس الكامل.

ولكن علاج هذا الاضطراب هو في مثبتات المزاج، وأفضل مثبت مزاج لعلاج السيكلوثيميا (Cyclothymic) هو دواء (كاربامازيبين Carbamazepine)، والذي يسمى تجاريًا (تجريتول Tegretol)، ابدئي بجرعة 200 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 400 مليجرام، ويمكن أن تأخذيها ليلاً بالذات كاربامازيبين CR، واستمري في تناولها لفترة لا تقل عن ستة أشهر على الأقل، وربما تكون أزيد من ذلك، -وإن شاء الله- هذا العلاج يؤدي إلى تثبيت مزاجك، ويحدث توازنًا في المزاج، وبالذات يساعدك في التركيز في الدراسة وأنت في هذه المرحلة الحساسة من الدراسة وامتحانات البكالوريا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:47 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:03 PM
  • المغرب
    05:58 PM
  • العشاء
    07:28 PM