الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي انفعال شديد وأغضب بشدة، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي انفعال غير طبيعي عندما يُقال لي كلاما فيه وصف بالغباء وقلة الفهم في أي موقف كان تقريباً، إذ يأتيني غضب شديد وحزن شديد واكتئاب نفسي، وأشعر أن هذا الكلام الذي قيل لي يؤثر على ذهني وتفكيري سلباً.

هذه العقدة تدفعني في بعض الأحيان إلى الانتقام بالضرب والإيذاء، ويبقى تفكيري منشغلاً بما قيل لي، وأحاول تناسيها غير أن عقدة ذلك تبقى عالقة في ذهني، وأيضاً يمنعني من تناسيها تذكرها إذا تكرر الموقف أو أن يقال لي الكلام مرة أخرى، ففي نفسي أشد الرفض أن يقال لي مثل هذه الألفاظ التي تصف المرء بالغباء.

ما التشخيص لمشكلتي؟ وما السبيل للخلاص منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك تعاني من "حساسية مفرطة Hypersensitivity reactions" لكلام الآخرين عنك، وهذا يثير غضبك ويزيط قلقك، لذا أنصحك بما يلي:

- أثبت عملياً لكل من ينتقدك أنك لست غبياً، وذلك يكون بالرد العلمي عليهم، أما إذا كان بعض أصدقائك يوجهون لك هذه الكلمات دون أن يكون هناك حدث يتطلب قولها، إذاً هم يقولونها دون أي أساس لها بشخصيتك، بمعنى، هم لا يقولوها لأنك فعلاً "غبي" بل من باب التقليل من شأنك أو المزاح أحياناً.

- لا تتسرع في الرد على الآخرين، سواء كانوا وجهاً لوجه أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر الهاتف، بل تأن قبل الرد، وانتق كلماتك، وهنا عليك أن ترفض هذه الكلمات بأسلوب يمنع الآخرين من قولها لك في المرات القادمة.

- تجاهل الكثير، ولا تركز في كل ما يقال أو يتم فعله، بل اختر ما يتعلق بك وتظهر عليه القيمة في الرد، فهناك الكثير من الأقوال والأفعال في حياتنا علينا تجنبها وتجاهلها بدلاً من الإنشغال وصرف الكثير من وقتنا وطاقتنا النفسية عليها.

- ابدأ الآن بتذكر موقف وصفك أحدهم فيه بالغباء وابدأ بتطبيق استراتيجية "الإزالة المنتظمة للتحسس النفسي" وصولاً إلى المواجهة ، من خلال:

(أ‌) استرخِ على سرير في مكان هادئ.
(ب‌) تخيل الموقف الذي حدث وأحدث فيك الغضب والقلق.
(ت‌) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.
(ث‌) تصور الموقف يحدث وتخيل أنك هناك فعلاً.
(ج‌) عندما تفعل الخطوة (ث) فأنت ستشعر ببعض القلق.
(ح‌) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.
(خ‌) استرخ وأرح عضلات جسمك.
(د‌) ارجع وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.
(ذ‌) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.

بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى "التحسس النفسي المفرط" لديك عن طريق إزالة القلق والخوف لديك.
- أعد النظر في علاقاتك مع أصدقاءك واختر منهم من "يشبهك" ويحترمك ويقدر كلامك وأفعالك معه.

- لا تضع نفسك في مواقف تعرضك لسماع كلمات تثير فيك القلق والغضب، وحافظ على صحتك النفسية من خلال تجنب أي نقاشات لا فائدة منها.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    04:10 AM
  • الظهر
    11:39 AM
  • العصر
    03:07 PM
  • المغرب
    05:49 PM
  • العشاء
    07:19 PM