الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يتوهم بسماع أصوات تحدد موعد موته، فما سبب ذلك؟

السؤال

أخي يعمل ممرضاً في المستشفى، منذ مدة وفي إحدى النوبات الليلية كان في المكتب، وسمع صوتاً يخبره بأنه سيموت خلال ٤٥ يومًا.

حاول تجاهل الصوت، والانشغال بالذكر، وقراءة القرآن، ولكن استمر وجود الصوت لما يقرب من نصف ساعة.

هل هذه حقاً إشارة من الله له ليستعد ويصلح قبل موته؟

هو ملتزم بالصلاة، والقرآن وغيرها، واستزاد الآن وهذا خير، لكن الخوف والتوتر يشغله، ويعد الأيام المتبقية، وهو على يقين بصحة ما سمع، ويشعر من وقت لآخر بتأكيد على ذلك (على حد قوله أنه يشعر بشي يؤكد له ما سمع).

ما رأيكم في ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر شقيقك، ونسأل الله أن يُحسن لنا وله الختام، وأن يشغلنا بطاعة الكبير المتعال، سبحانه وتعالى.

طالما كان الأخ في الطاعات وحريص على رضا رب الأرض والسماوات فإنه لا يُبالي إن وقع على الموت أو وقع الموت عليه، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن في استعدادٍ دائم لهذه اللحظة، سواء سمع هاتفًا، أو لم يسمع هاتفًا، هكذا كان سلف الأمة، حتى قيل في شأنهم: (لو قيل له تموت بعد ساعة ما كان عنده إلَّا مزيد طاعة) لأنه مستعد لهذه اللحظة، وكان ابن عمر لا يبيتُ ليلةً إلَّا ووصيته مكتوبة عنده، يعني تحت الوسادة، رضي الله عنه وأرضاه.

لذلك أرجو أن يستمر في اليقظة، ونحن جميعًا ينبغي أن نستمر في اليقظة، فلا ندري هل نموت قبله، هل هو يبقى قبلنا، فالأعمار والآجال بيد الله تبارك وتعالى، لكن السعيد هو الذي تكون هذه الحقيقة أمامه واضحة، ويُترجم ذلك إلى عمل. نحن نرفض الهلع والجزع الزائد، ولكن نرحب بما قام به الشقيق من استعداد وحرص على لقاء الله تبارك وتعالى، وأريد أن أقول: حتى لو مضت الأيام، ولم يحصل له شيئًا، وهذا ما نرجوه، لأنا نريد أن يكون من أطول الناس عمرًا وأحسنهم عملاً، فخير الناس من طال عمره وحسُن عمله.

عليه أن يستمر ولا يتوقف، ولا يجعل عبادته موقوتة بالصوت الذي سمعه، بل ينبغي أن يستمر، ونحن أيضًا كلُّنا ينبغي أن نستمر في طاعاتٍ لله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يختم لنا ولكم دائمًا بالخير والسعادة، وأن يُحسن ختامنا، وأن يُحسن خلاصنا، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:47 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:03 PM
  • المغرب
    05:58 PM
  • العشاء
    07:28 PM