الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الإندرال في علاج الرهاب

السؤال

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من رهاب اجتماعي، خاصة عند التكلم أمام الناس أو إلقاء محاضرة أو التكلم مع المسئولين، علماً بأني كنت أعاني من الرهاب بصورة كبيرة جداً، مثل الخروج خارج المنزل، وشراء الأغراض، وغير ذلك، ولكن مع الوقت والصبر والإرادة تخلصت من جزء كبير من الرهاب ولله الحمد، وأنا الآن أعمل وقد أنهيت دراستي الجامعية، ولكن ما زالت بعض أعراض الرهاب تلاحقني، خاصة احمرار الوجه، ومغص في المعدة؛ لذلك أريد الذهاب إلى طبيب نفسي لعرض مشكلتي عليه كي يعطيني دواء لإخفاء هذه الأعراض، فما رأيكم بهذه الخطوة؟

لقد سمعت عن (الإندرال 40) أنه يخفي هذه الأعراض، وأنه يوخذ قبل المواجهة بنصف ساعة، وبالفعل جربته ثلاث مرات متباعدة في عدة مواقف ولم ينجح معي، فهل آخذه كل يوم ليعطي المفعول؟ وهل هناك خطر من أخذه بشكل يومي بدون استشارة طبيب؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Above moon حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فأريدك أن تتخذ نفس المنهج الذي اتخذته في علاج المخاوف السالفة، وذلك بأن تواجه هذه المخاوف الاجتماعية أيضاً، وعليك بالصبر، وقوة الإرادة، وتحقير فكرة أنك تعاني من خوف، وأن تبني صورة إيجابية عن نفسك، وألا تنظر إلى هذه المتغيرات الفسيولوجية بنوع من المبالغة، وأعني بالمتغيرات الفسيولوجية هي احمرار الوجه، والذي ينتج عن زيادة في ضخّ الدم في الشعيرات الدموية الموجودة بالوجه، هذه ظاهرة فسيولوجية طبيعية جدّا، والشخص الذي يعاني من المخاوف خاصة الرهاب الاجتماعي يأتيه شعور مبالغ فيه حول شدة هذه الحالة.

العلاج الدوائي لا شك أنه علاج جيد وفعال، ولكني لا أعتقد أن الإندرال وحده سوف يكون علاجاً مفيداً؛ لأن الإندرال يعالج الأعراض الجسدية الفسيولوجية، ولا يعالج الخوف والرهاب من أصله؛ لذا أنصحك أن تتناول عقاراً يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، كدواء أصلي وأصيل لعلاج الخوف الاجتماعي، وأنت تحتاج لجرعة صغيرة من هذا الدواء، وهي أن تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجراما) يومياً، تناولها بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، وبعد ستة أشهر من الاستمرار على هذه الجرعة العلاجية خفّضها إلى نصف حبة مرة أخرى، تناولها يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للإندرال كدواء مساعد أنصحك بأن تتناوله بجرعة عشرين مليجراماً يومياً، ويمكنك أن تقسمها إلى عشرة مليجراما صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما صباحاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتناوله عند اللزوم.

ولا بد أيضاً من أن تمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، ولا بد أن تتواصل اجتماعياً، وتوسع من مهاراتك ومن شبكتك الاجتماعية.

وختاماً: نشكرك كثيراً على التواصل مع (إسلام ويب)، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً