الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل أمام الآخرين وأثناء الكلام مع الناس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي يساعد في حل المشاكل بكافة أنواعها، وأن يجعله الله في ميزان حسناتكم!

عمري 19 سنة، بدأت الدراسة الجامعية هذه السنة.

لدي مشكلة بدأت من عمر 16 سنة، ومشكلتي هي: أني أشعر بالخجل أثناء الكلام ومواجهة الآخرين، وأشعر أني لا أستطيع الكلام وأتلعثم، وأن الأنظار مصوبة نحوي أنا فقط!

لكني أعلم أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل، ولكن هذا شعور في داخلي يؤذيني جدا، يجعلني أنسحب في كثير من الحوارات وأعطي رأيي بشكل مختصر جدا.

علما أن لدي شخصية قوية، وجريئة، ولكن عندما يأتيني هذا الإحساس أشعر بضعف كبير.

أصبحت أخاف الخروج مع الأصدقاء، مع العلم أني أنا من كنت أدعوهم للخروج، أما الآن فالوضع صعب، وصار لي إلى الآن 3 سنوات وأنا أقاوم، ودخلت في السنة الرابعة.

أتمنى أن تكون مشكلتي قد أصبحت واضحة بالنسبة إليكم، وأن أتخلص -بعون الله ثم مساعدتكم- من هذه المشكلة النفسية المتعبة.

فهل علاج زولفت جيد لمثل حالتي؟ وإن كان هناك الأفضل فأفضل أن آخذ علاجي منكم وأنتم أعلم مني بهذا الأمر، وأرجو المساعدة وفقكم الله لما فيه كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فشكرا لك على السؤال.
تكثر غالبا حالات الرهاب الاجتماعي أو الخوف والارتباك عند لقاء الناس في مثل هذا السن، وهو مرحلة الشباب الأولى، عندما كنت في 16 من العمر، أي في مرحلة الثانوية حيث أنت في أهم مرحلة تتميّز بالتنبه الشديد لأفعالك واهتمامك الزائد في آراء الآخرين عنك؛ مما يجعلك أكثر انتقادا وحساسية لأفعالك من حديث وكلام وتصرفات، وقد تضطر في المدرسة للقيام ببعض الأنشطة أمام الآخرين، ومنها القراءة الجهرية أمام بقية الطلاب أو شرح موضوع تعليمي معين.

ربما تطورت الحالة أكثر عندما دخلت الجامعة وما في الجامعة من تغييرات مختلفة عن المدرسة، من احتمال اللقاء بالكثيرين ذكورا وإناثا في معظم الجامعات، وقد يزيدك أيضا أكثر على رأي الآخرين فيك، مما يزيد في ارتباكك وقلقك، حيث هناك نوع من الارتباك والقلق نسمية "قلق الأداء" أي أن يقلق لأدائه لمهمة ما أمام الآخرين، ويبدأ يسأل نفسه هل أحسن الأداء أم لا؟! وما هي الأخطاء التي ارتكبها، وأنه ربما كان عليه أن يقول كذا، بدل ما قاله، وهكذا لا تنتهي مثل هذه الأسئلة المحيّرة، وكل هذا يزيد من قلق الشخص، وبالتالي المزيد من الارتباك، وربما الهروب من مواجهة الآخرين، وتجنبه للمواقف الاجتماعية التي تجمع الناس.

كل هذا يحدث مع أن شخصية هذا الشخص ربما قوية في الجوانب الأخرى، وكما هو الحال عندك، وهذا التجنب يزيد من ارتباك الشخص وقلقه؛ لأن هذا التجنب يزيد عنده من ضعف الثقة بنفسه، وهكذا في هذه الدائرة المعيبة.

الشيء الأساسي في كسر هذه الدائرة المعيبة هي المعالجة النفسية السلوكية أولا، وتفيد أحيانا بعض الأدوية المضادة للاكتئاب؛ ليس لأن الشخص مصاب بالاكتئاب، وإنما بسبب أن هذه الأدوية تؤثر في واحد أو أكثر من النوافل العصبية التي قد تقف وراء الاكتئاب، والكثير من حالات القلق والرهاب والوسواس كذلك.

الدواء الذي ذكرت يمكن أن يفيد، وإن كانت هذه الأدوية قد لا يستجيب لها الجميع، والطريقة الوحيدة حتى الآن هي التجريب، فإن كان فعالا مؤثرا، وإلا فيقوم الطبيب المعالج بوصف دواء آخر قد يكون أنسب لك للمعالجة النفسية طرق متعددة، ولكنها تقوم أساسا على مبدأ بسيط أن المواقف التي ترتبك فيها وتخافها لا تتجنبها، وإنما "اقتحمها"، وابدأ بالقيام بالأعمال البسيطة، كأن تقول مثلا وأمام الناس بعض العبارات والكلمات البسيطة والقليلة العدد، ورويدا رويدا تزيد في كمية كلامك ومداخلاتك، حتى تصل لدرجة الثقة التي تريدها وترتاح لها.

يمكن للمعالج النفسي أن يعينك كثيرا في تسريع مثل هذه الخطوات، ولمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً