الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي ما زال مراهقاً وعلى وشك الانحراف، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

لدي أخ عمره 22سنة، ولا يزال مراهقاً في كل سلوكياته, فهو طالب بمعهد ولا يهتم بدراسته، كل ما يهمه هو (التسكع) والسفر مع رفقة السوء، وطلب المال من والدتي، وتبذيره على أشياء منافية للشرع أحياناً, فهو على علاقة مع فتيات، ومقصر بصلاته وعبادته, ومقصر بحق أسرته، حيث أن والدي كبير السن ومريض، ولا يكاد يخفف بعضاً من المسؤوليات التي يتحملها والدي، من توفير المستلزمات وغيرها لنا.

لا أشعر بأن لديه أي مبادئ أو قيم, حاولت مراراً أن أنصحه بأسلوب لين، ولكن لم أجد أي تغيّر، وقال بأنه لا يفعل أي شيء خطأ، وأنني أرى ما يفعله الكثير من الشباب مقارنة به, فاعتمدت أسلوب التأنيب واتهمته بأنه عديم الضمير والإنسانية، وأيضاً لم يكترث لكلامي, احترت معه كثيراً.

أرجو المساعدة في هذه المشكلة؛ لأن نهج أخي يؤثر على صحة والدي المريض.

شكراً لكم وفي انتظار ردكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نشكر لك - ابنتي – التواصل المستمر مع موقعك، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة والشفقة والحرص على مصلحة الأخ، والشفقة على الوالد، ونسأل الله أن يعوضك خيرًا، وهكذا ينبغي أن تكون الصالحات، فنسأل الله أن يهيأ لك من أمرك الرشد والخير والتوفيق والسداد.

ندعوك إلى مواصلة النصح لهذا الأخ، لكن ليس بطريقة التأنيب، ولا بطريقة التوبيخ، ولكن بطريقة التشجيع والحوار، والإقناع، والاقتراب منه، فأنت في سن قريبة منه، وتذكيره بالله تبارك وتعالى، والإشادة بكل إيجابية تصدر عنه، واتخاذ الإيجابيات التي فيها مدخل إلى نفسه، وتذكيره بأنه رجل البيت، وبأن البيت بحاجة إليه، وأنه عندكم مهم، وأنكم تحبونه، فهو يحتاج إلى هذه المعاني الجميلة، يحتاج إلى أن تقتربوا منه، إلى أن تقبلوه، أن تحاوروه، أن تقنعوه، اجتهدي في تلبية طلباته من خدمة الملابس والطعام، اجتهدي في محاورته بهدوء، تحميله بعض المسؤوليات، كأن نطلب منه أن يأتي ببعض الأشياء للمنزل، نبين له حاجة البيت إليه.

الوالدة أيضًا ينبغي - والوالد كذلك – أن يجتهدا في الدعاء له، وفي الثناء عليه، والثناء على أي إيجابية ولو كانت قليلة، لأننا بكل أسف نريد من أبنائنا في يوم واحد أن يتحولوا إلى صحابة كرام، وهذا قد يصعب، ثم نستخدم التوبيخ والإهانة، وهذا يجعلهم يبتعدون، لا يمكن أن يكون اللوم والعتاب والتوبيخ وسيلة للإصلاح، خاصة مع هذه السن التي فيها عناد، ويحتاج فيها الشاب إلى حوار وإقناع وتقبل وقرب وتواصل فعال، وتواصل متكرر، اهتمام بمشاعره، إعطاؤه فرصة، تحميله مسؤوليات، تقدير المرحلة العمرية التي يمر بها... هذه أشياء من الأهمية بمكان.

أرجو أن تتفهمي أيضًا حاجة الشباب والوسط الذي يعيش فيه، ولا تلوموا أصدقاءه، لكن حاوروا معه حول مواصفات الصديق الصالح، احرصوا على أن يواظب على الصلاة والطاعات، أظهروا الفرح عند مجيئه إلى البيت، واستمري كما قلنا في خدمته وفي الاهتمام به وفي محاورته، ولا تستخدموا أسلوب التوبيخ، لأن هذا يؤدي به إلى الإحباط، إذا قلتم (أنت سيئ، أنت ما عندك كذا) كأنك تحددين له هوية وطريقاً تجبريه على السير عليه، ولكن عندما نقول (أنت ممتاز، ما شاء الله اليوم ممتاز، واليوم فرحنا بك لأنك جئت مبكرًا) وبعد ذلك تحاورينه وتناقشينه عما يحصل مع الأصدقاء، وأن هناك بعض الأشياء التي لا بد للإنسان أن ينتبه لها (ما رأيك يا فلان كذا) يعني عن طريق الحوار.

ونكرر وصيتنا لك ولوالديه بالدعاء له، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً