الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا قليل الكلام في المجالس لدرجة كبيرة، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أود أن أتقدم لكم بجزيل الشكر على هذا الموقع الجميل.

أنا شاب جزائري، أعاني من الفصام، حيث حدثت لي هلاوس سمعية بصرية، والآن الحمد لله، أشعر بتحسن بفضل الدواء الذي أتناوله، حيث أتناول دواء زابينال 10 مع دواء (ابيليفاي 15 مع) بمعدل حبة كل يوم.

مشكلتي الآن هي: أنا قليل الكلام في المجالس لدرجة كبيرة يقال: الصمت حكمة لكن ليس للدرجة التي أعاني منها, في الماضي كنت كثير المزاح على عكس الآن، وعندما يخاطبني شخص ما، لا أتفاعل معه ولا أجد ما أقول!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hatti حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعض الناس يحسون بشيء من الإحباط والقصور الاجتماعي وربما شعور داخلي بالوصمة إذا كان تشخيص حالتهم هو مرض الفصام أو الأمراض المشابهة.

أنا أؤكد لك بداية أن هذا المرض الآن أصبح -الحمد لله تعالى- في متناول العلاج، وأنت شعرت بالتحسن بفضل الله تعالى، وأعتقد أن التزامك بالدواء هو الشيء الضروري والمهم جدًّا، حيث إن جميع الأبحاث في الطب النفسي أشارت إلى أن أفضل وسيلة لعلاج مرض الفصام هي:

- التدخل الطبي النفسي المبكر.
-الالتزام بتناول الدواء ومراجعة الطبيب بصورة منتظمة.
- الدخول في برامج تأهيلية، وأعتقد أنك محتاج لهذه البرامج، حيث أن ما ذكرته من انزواء اجتماعي نسبي يحتاج منك لأن تطور مهاراتك الاجتماعية، وهذا ليس بالصعب أبدًا.

أولاً: أنصحك بالآتي:
- يجب أن تمارس أي رياضة جماعية مثل كرة القدم مثلاً.
- انخرط في أي نشاط اجتماعي على المستوى الثقافي أو الدعوي أو الاجتماعي، هذا كله إن شاء الله تعالى فيه خير كثير لك.
- حضر مواضيع قصيرة من خلال قراءاتك واطلاعاتك، وحاول دائمًا أن تطرح هذه المواضيع للنقاش مع الآخرين متى ما كان الموقف مناسبًا.
- اقرأ القرآن الكريم بترتيل وصوت مرتفع، هذا يعطيك قدرة تخاطبية غير عادية.

- ضع لنفسك برامج يومية للتواصل الاجتماعي: زيارة الأصدقاء، زيارة المرضى، الأرحام.
- يجب أن تكون لك مشاركات فعلية داخل الأسرة من خلال التواصل الاجتماعي والمخاطبات المستمرة، وتقديم بعض المقترحات.

هذا هو الذي أنصحك به، وأعتقد أن هذا يكفي تمامًا لتأهيل نفسك، وإخراجها من حالة الشعور بالإحباط والانزواء والانعزال الاجتماعي النسبي التي أصبحت تنزعج منها خاصة في بعض المواقف الاجتماعية.

فوق ذلك كله يجب أن تثق في مقدراتك، وأعتقد أن مقدراتك جيدة ومحفوظة ولديك القابلية للتطور، ونصيحتي الأخيرة طبعًا هي: الحرص على تناول الدواء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً