الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بثقل في القلب وأخاف من الموت.. هل هذه نوبة هلع، أم وساوس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في الفرقة الرابعة كلية إدارة الأعمال، محب للمجتمع، رياضي، ولكني أحب التدخين، وتناول القهوة، وأحب الخروج مع الأصدقاء، وأعمل في العمل التطوعي في مساعدة الفقراء.

بدأت المشكلة في منتصف رمضان الماضي، حيث كنت جالسًا مع الأصدقاء أتناول الشيشة والقهوة، ولم أكن قد تناولت الفطور بشكل جيد، حيث أصبت بانخفاض في ضغط الدم، وذهبت للطوارئ، وتم عمل اللازم، ولكن عندما ذهبت للبيت أحسست بالخوف من الموت، وأنني سوف أموت الآن، وعندما كنت أشعر بأي شعور غير طبيعي في جسدي، أذهب إلى المستشفى، وذهبت إلى العديد من الأطباء، وكانت جميع النتائج جيدة، ونصحتني دكتورة بتناول الفافرين جرعة 100 يوميًا، ولكني أصبت بالتعب والأرق والهياج النفسي، فأوقفته بعد 3 أيام.

من حين لآخر كان يأتي لي شعور بتغير الجو المحيط بي، وشعور بالدوخة والقيء، وثقل في القلب، وشعور بالموت، وأحيانا خفقان في القلب، ولكن سرعان ما بدأت بالعلاج المعرفي السلوكي، والصلاة والقرآن، حيث أصبحت لا تأتي هذه الحالة إلا مرة، أو مرتين في الشهر، والآن لا تأتي إلا بعد 60 يومًا، ولكن الآن أشعر من حين لآخر بالخوف من عودة المرض، والحالة القديمة تأتي عندما أجلس في المنزل، وأحيانا الخوف من الموت، ولكن أقوم بتغير الموضوع، وذكر الله، ولا يحدث شيء.

لا أعرف حتى الآن ما الذي أصابني، ولم أجد الحل عند الأطباء النفسيين، البعض يقول نوبات هلع، والبعض وسواس، والبعض اكتئاب.

مع العلم أني مصاب بارتخاء الصمام الميترالي، ولم أعد أتناول القهوة، وتوقفت عن التدخين، وبدأت الاهتمام الكبير بالصحة، ولكن تأتي لي الحالة عند فعل الذنوب حتى الصغيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب، أخي من الواضح جداً أن الحالة التي أتتك هي نوبة فزع، أو نوبة هرع، وأظهرت عندك الوسوسة، خاصة الخوف من الموت، وتكون عندك أيضاً ما نسميه بالقلق التوقعي.

ارتخاء الصمام المترالي لا يعتبر مرضاً طبياً، لكن اتضح أنه يوجد عند حوالي 40% من الذين يعانون من نوبات الهرع، هنالك رابط ما بين ارتخاء الصمام المترالي والإصابة بنوبات الهلع أو الهرع، لكن الحالة في عمومه هي حالة حميدة جداً، توقف عن التدخين والإكثار من شرب القهوة، هذه خطوة إيجابية عظيمة جداً، وهي البداية السليمة؛ لأن الكافيين، وكذلك النوكاتين كلاهما يؤدي إلى استثارة الجهاز العصبي اللاإرادي مما يجعل الإنسان أكثر قابلية لنوبات الخوف والهلع.

أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لتطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي، اذهب إلى أحد المختصين واجعله يدربك عليها، والجأ إلى استشارة إسلام ويب، والتي هي تحت الرقم 2136015 سوف تجد فيها تعليمات جيدة ومبسطة، مارس أي نوع من الرياضة، وفي ذات الوقت أكثر من التواصل الاجتماعي، وحاول بقدر المستطاع أن تتجاهل أعراضك، التجاهل يعتبر من أحسن أنواع العلاج.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الفافرين دواء جيد، ولكن الدواء الأنسب لعلاج نوبات الهرع، والخوف من الموت هو عقار سبرالكس، فيمكن أن تشاور طبيبك حول السبرالكس، وأنا أراه من أفضل أجود الأدوية.

أخي الكريم: تذكر دائماً أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة، ولا ينقص عمر الإنسان أبداً، بالنسبة لهذه الحالة التي أصبحت تأتيك عندما تقترف الذنوب حتى الصغيرة منها -أيها الفاضل الكريم- هذا نوع من التنبيه الذي يجب أن تأخذ به، وتذكر أن الله غفور رحيم، وأن رحمته واسعة، والذي يتضح لي أن نفسك اللوامة نفس لطيفة وممتازة، وتريد أن تقودك نحو الطمأنينة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا أم يوسف

    جزاكم الله خيرا

  • أمريكا ناصح

    راجع راقي شرعي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً