الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطأت على خطيبي وأصبح لا يرد علي، فكيف أراضيه؟

السؤال

السلام عليكم

أدعو الله أن ألقى عندكم النصح والفائدة.

أنا عصبية جدا، وأحب أن يكون رأيي هو الصحيح بما أني أنا الأصغر في بيت أبي، والآن خطبت وعقد قراني، ونتحدث أنا وخطيبي مع بعض عن طريق المكالمات وبرامج الدردشة، وهو إنسان طيب ولا يغضب بسرعة من تصرفاتي، لكن هذه المرة غضب مني غضبا شديدا، ولنا خمسة أيام لا يرد على مكالماتي أبدا، واعتذرت منه ولم يرد.

أنا أعترف بأني أخطأت ودائما أخطئ معه، لأني عصبية وحساسة جدا، ونحن على أبواب الزواج -بإذن الله- في شهور قليلة، أريده أن يرد علي، ماذا أفعل؟ وأريد منكم أن تنصحونني كيف أصلح من نفسي؟ أرجوكم أنا في ضيق شديد جدا وكرب يعلمه الله، مع العلم أن شخصية خطيبي هادئة ومرحة ومن النوع الذي لا يغضب بسرعة، ولكن إذا غضب يصمت صمتا شديدا ولا يرد على أي رسالة أو مكالمة لي.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Yqin حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يحقق الآمال، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يرد خطيبك إليك ويسعدكم بطاعته إنه الكريم المتعال.

ونبشرك بأن الأخلاق السيئة تتغير، والبخيل قد يصبح كريما، والعصبية يمكن أن تصبح هادئة، وكل خصلة سلبية يمكن أن تتغير، ولأجل تحسين الأخلاق أنزل الله الكتب وبعث الرسل، وقام الدعاة والمربون الهداة، والعلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ومن يتصبر يصبره الله، ومما يعينك على أن تتغيري إلى الأحسن ما يلي:

1- اللجوء اللجوء إلى الله.
2- معرفة عواقب العصبية وثمارها المرة وآثارها الخطيرة.
3- تقليد الحلماء والقراءة في سيرهم، وأعظمهم رسولنا الأكرم ونبينا الأعظم –صلى الله عليه وسلم-.
4- طلب المساعدة ممن حولك وأولهم الزوج.
5- تفادي مسببات العصبية.
6- تكلف الحلم حتى يصبح عادة وسجية وطبعا.
7- التواصل مع موقعك وذكر بعض المواقف التي حصلت فيها العصبية.

وأرجو أن تعلمي أن التعصب في الرأي مما يصعب الزواج والحياة أخذ وعطاء، والمرأة العاقلة مثلك تحرص على أن تقدر زوجها وتقدمه وتقدم رضاه على رضاها، وهواه على هواها، وتستأذنه وتستشيره، وإذا وجد الرجل التقدير والاحترام وفر لزوجته الحب والطمأنينة والأمان.

ونتمنى أن تستمري في التواصل معه وأرسلي له الاعتذار، واطلبي منه الصبر عليك والأخذ بيدك، وقولي له (لأنني أحبك).

نسعد بتواصلك مع الموقع وبعرضك لتفاصيل ما حصل، ومن حقك المطالبة بحجب الاستشارة إذا كان في المسألة أسرار، ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب، ونتمنى تأجيل المناقشات حتى تكتمل المراسيم، لأن حلاوة الزواج ستطغى على الخلافات، والقرب سوف يلغى المسافات، وللحب ضريبة وتضحيات.

ونسأل الله أن يوفقكم وأن يبارك فيكم ولكم وعليكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً