الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رضيت به عقيما ومع ذلك خانني عبر رسائل هاتفية، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنا سيدة تزوجت من رجل قدر الله لي أن يكون عقيما، تأثرت نفسيتي، زوجي إنسان صالح، -ولله الحمد- محافظ على صلاته، بار بأمه وأبيه، كنت كل زيارة لي لأمه أرى حنانه وعطفه عليها، وحب أمه له، عهدت نفسي أن لا أكسر قلب رجل حنون بأمه، ولا أكسر قلب أم على أحن عيالها لها، وتخليت عن فكرة الأمومة، ووكلت أمري إلى الله، وأيقنت أن الله سوف يعوضني.

زوجي حنون ويحبني ويقدرني ويحترمني ويحترم أهلي، كنت أثق فيه ثقة كبيرة، لأنه رجل يشهد له الجميع.

لكن للأسف أثناء تصفح جواله وجدت رسالة منه موجهة لامرأة، فأصابتني صدمة كبيرة، واجهته، فأنكر، وبعد فترة وجدت رسالة أخرى، وكانت الرسالة تدل على علاقة بينهما، بكيت وانهرت، ولم أشتكِ لأحدٍ لأنني يتيمة الأب، وأمي ضعيفة لا حيلة لها، فشكوت أمري لربي، زوجي لم يعترف طبعا، وقال إنها مساعدة وانتهت.

وأنا لم أر عليه تغيرا، بالعكس ما زال يحترمني ويحبني، وهو ليس من النوع المشكوك به، وقال أن ليس بينه وبين أي امرأة أخرى علاقة، وهو كتوم جدا، فلو كان الأمر تافها ما ظهر أبدا، لكنني للأسف عجزت أن أثق فيه، وأشعر أن الشك سيدمر حياتنا، خاصة أنه متمسك بي.

مرات أفكر بالانفصال، لكنني خائفة من قراري، وأخاف أن أظلمه، أريد حلا لترجع ثقتي في زوجي، وأنا واثقة مستحيل يتخلى عني زوجي لحبه لي وحب أهله لي، وأكيد أنه يثق في زوجة تصبر، وتكون بدون أطفال، لكن عجزت أرجع ثقتي، وعجزت أن أجعله يعترف عن نوع العلاقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يحفظ لك زوجكِ؛ وأن يسعدكِ في الدنيا والآخرة؛ فالثقة والحب والمودة تُعد من الأمور الأساسية بين الزوجين قال تعالى {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم : 21].

وما ذكرتِ من تدين زوجكِ؛ وحسن معاملته لكِ؛ وحبه لكِ هذا مما يعزز هذه الثقة؛ وما رأيت في جوال الزوج من رسائل كان الأولى أن لا تطلعي عليها إلا بإذنه؛ ولكن بما أنكِ قد اطلعتِ وتثبتِ من زوجكِ فأنكر ذلك؛ فالأصل أن تحملي أمره على السلامة وكأن شيئا لم يكن؛ وأحسني به الظن؛ ولا تنكري عليه شيئا هو لا يقر به فالإنكار للمنكر يكون على ما ظهر من الإنسان وشهد عليه أحد أو أقر بذلك؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم.

وإذا قلت: رأيت في الجوال كذا وكذا؛ فلعل أحد الناس استخدم جواله دون علمه أو لأي سبب آخر، وننصحكِ أن تحافظي على علاقتكِ بزوجكِ كما كانت؛ وأكثري من الدعاء له في ظهر الغيب، ويكفي أن يُذكر الزوج بالله تعالى وبمراقبته، وإذا ظهر شيء في المستقبل فلكل حادث حديث.

وفقكِ الله إلى ما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً