الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلبت الثقة في النفس من خلال تعاطي المخدرات، فأصبت بالاكتئاب والذهان.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ كان عمري 12 سنة من عدم الثقة في النفس، وعالجت الحالة بطريقة خاطئة، حيث لجأت إلى المخدرات، مما سبب لي أعراض الاكتئاب والذهان، وتعالجت كثيرا ولكن دون جدوى، وقد اختلف الأطباء في تشخيص حالتي، والآن أبحث عن العلاج الجذري لمشكلتي.

فما هو ضعف الثقة في النفس؟ وهل هو مرض يتطلب دواء أو علاجا سلوكيا؟ وهل المصاب به من الصغر يستجيب للعلاج، أم هو خلل في الشخصية لا يتغير؟ وكيف أستطيع الخلاص من هذا المرض؟

وجهوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيها الفاضل الكريم: مصطلح ضعف الثقة بالنفس مصطلح واهي، أي أنه غير محدد المعالم، وكثير من الناس يشير إلى بعض الأوصاف ليس لها علاقة بالثقة بالنفس، لكن بصفة عامة ضعف عدم الثقة بالنفس نعني به، أو يعني به الذين يرددونه، هو أن إقدامهم على الأفعال والإنجاز ضعيف، وأنهم دائماً يقللون من قيمة ذاتهم، وأنهم يعيشون على هامش الحياة، هم أشخاص يتوقعون دائماً أن يعطوا أو يتم إعطائهم، وليسوا على استعداد لتقديم شيء مفيد للناس، إذاً هو عدم تقدير للنفس لقيمتها.

أخي الكريم: هذه الظاهرة تعالج، أول شيء يجب أن تفهمه جلياً أن الله تعالى قد حبانا بالقوة وبالمقدرة وبالمهارات، والتفاوت الذي نشاهده بين الناس هو فقط أن بعض الناس استفادوا من مقدراتهم وبعضهم لم يستفد منها، والناس سواسية ولا تفرقهم إلا التقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وأهل التقوى بالفعل تجدهم أكثر الناس ثقة في أنفسهم وفي مقدراتهم.

والعلاج يكون من خلال أن تعرف قدر نفسك ومقدراتك، ولا تظلمها بأن تسيء تقديرها، بأن تقلل من قيمتها، وتقول لنفسك أنا الحمدلله لست بأقل من الآخرين، أنا تفكيري عن نفسي خاطئ، لكن في ذات الوقت يجب أن تكون إنساناً فاعلاً، الأفعال هي المقاس الحقيقي إلى أن هذا الإنسان يثق في نفسه ومقدراته، أن تفعل أن تكون مفيداً لنفسك، أن تكون مفيداً للآخرين، أن تكون صاحب همة، أن لا تقبل بالأمور الوضيعة والبسيطة والسفلى، أن تكون لك رسالة في الحياة، بهذه الكيفية تستطيع أن تعالج نفسك.

لكن لا بد أن تكون أيضاً الأهداف واضحة، ما الذي تريد أن تحققه، أو ما الذي يجب أن تحققه، أي الإنسان يجب أن يتعلم، يجب أن يحرص على دينه، يجب أن يصل رحمه، يجب أن يكون له صداقات، يجب أن يحسن توزيع وقته، ويجب أن يحفظ نفسه وعقله ودينه وماله.

أنت بكل أسف تعاطيت المخدرات في فترة من الفترات، والحمدلله تعالى أنك قد تبت وابتعدت، فاسع لتنمية نفسك من خلال ما ذكرته لك، ودائماً الإنسان يكون في صحبة أهل الخير وأهل الصلاح، فالإنسان يحتاج للنموذج الجيد حتى يقتدي به، فيا أيها الفاضل الكريم أول ما لاحظته في رسالتك أنك لا تعمل، هذا أمر ليس صحيحا، العمل هو قيمة الرجل والعمل الذي يعيد لك الثقة في نفسك، فاسع لأن تجد عملاً، وأقبل عليه، ومن خلاله طور نفسك، بر والديك -إن شاء الله- يعطيك أيضاً ثقة كبيرة في نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً