الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ابني المراهق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره أربع عشرة سنة، في مرحلة عمرية حساسة تغلب عليها العاطفة، وتعد منعرجا حاسما ومهما في تكوين شخصية كل إنسان، وإدراكي لعواقب وآثار هذه المرحلة تجعلني متذمر من كل سلوك أو تحرك أراه غير سوي في ابني، وخاصة أننا لا نعيش لوحدنا، إذ نعيش في مدينة ولا بد من الاختلاط والاحتكاك بين الأولاد، زد على ذلك انتشار وتدفق الإنترنت.

وزيارتي الأخيرة له في المؤسسة حيث أجمع جل أساتذته أنه حركي وغير منضبط في القسم، مع أن له قدرات وإمكانات تمكنه من التفوق، أنبهه على المطالعة وأذكره بالصلاة، وأحاوره بالهدوء، ودائما أتتبعه، أخشى أن يقلد رفقاء السوء! أريده أن ينجح ويتفوق في دراسته وحياته ويكون من الصالحين ليرضى الله عنا، فكيف أفعل ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:

لا شك أن هذا الزمان لا يعين على تربية الأبناء التربية السوية، ولكن علينا أن نسدد ونقارب كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (سددوا وقاربوا).

اقترب من ابنك أكثر وحاوره واجعله صديقا لك وتفقد احتياجاته، ولا تجعله محتاجا لزملائه، وخاصة في الأمور المادية، وكن قدوة حسنة له، وإياك أن يرى منك ما يخالف قولك.

اشغله في أعمالٍ أثناء فراغه، فالفراغ داء قاتل كما قال أحدهم: (إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة).

سلِّط عليه الرفقاء الصالحين، واجتهد في تجنيبه من رفقاء السوء، واجعله يشارك في حلقات تحفيظ القرآن الكريم.

ارفق به ولا تكثر عليه من اللوم، فكثرة اللوم يفقده معنى النصح، ويصير عنده أمرا اعتياديا. نوع من النصائح التي توجهها إليه، وشجعه على القراءة والاطلاع، واثن عليه إن أحسن، وقدم له الهدايا التي تشعره بقربك وحبك.

تغاض عن بعض الهفوات والزلات، وتغافل عن بعض التصرفات، فالمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة مفسدة للعلاقات، كما أن التغافل من أخلاق الكبار.

أكثر له من الدعاء وأنت ساجد وفي أوقات الإجابة، وسل الله تعالى أن يصلحه ويجنبه رفقاء السوء، وأن يجعله قرة عين لك، ولا تنس أن تطلب له الدعاء من أمه فدعوة الوالد لولده مستجابة.

أنصحك بكثرة القراءة في الكتب التربوية التي تعنى في تربية الأبناء بمختلف مستوياتهم العمرية، فذلك سيكسبك علما وخبرة.

أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

اسرد عليه قصص العظماء والقادة والمبدعين بطريقة تشوقه للاستماع فذلك سيشجعه على أن يقتدي بهم في نجاحاتهم.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن يقر عينيك بصلاح ذريتك إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الغابون الحسين بهدل

    جزاكم الله خيرا

  • تركيا عبدالله الحداد

    حفظكم الله

  • العراق رواء الطائي

    صح لسانك

  • مصر SamyLela

    اللهم اجعل ابنائنا بارين بنا في حياتنا داعين لنا بعد مماتنا

  • أمريكا محمد ادم

    بارك الله فيكم نصائح غاليه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً