الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شاب صالح فرفضه أبي بسبب القبيلة!

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاماً، أعيش مع أمي منذ الصغر، وهي منفصلة عن أبي، ولكن ليست مطلقة.

تقدم لي أكثر من خاطب منذ أن كان عمري 18 سنة، وكان أبي يرفض كل من يتقدم لي، بالعادة لا تكون هناك أسباب منطقية لرفضه، لا يقوم بالسؤال عن الرجل وأخلاقه وعمله، وإنما يرفض عند سماعه بلقب القبيلة التي يأتي منها الخاطب.

في كل مرة يرفض كنت لا أهتم بالموضوع ودائماً أكرر قضاء الله وقدره وأنهم ليسوا من نصيبي، وفي العام الماضي تقدم لي خاطب، ولأول مرة لم يرفضه أبي، ولكن بعد الاستخارة لم يحدث نصيب -ولله الحمد-.

هذا العام أيضاً جاءني خطيب جديد، ورفضه أبي كالسابقين بحجة لقبه الأخير، علماً بأنه كما سُمع عنه أنه رجل شهم وصالح.

وفي هذه المرة بعد صلاة الاستخارة أشعر بالراحة الشديدة لم أشعر بها من قبل مع أي خطيب سابق، وعندي إلحاح شديد على هذا الموضوع على غير العادة، الآن الموضوع لم ينته، بل تم تأجليه؛ وذلك لحدوث وفاة عند أهل الخطيب، لكن أبي ما زال عند رأيه بالرغم من محاولات أمي وأخي لإقناعه فقال إنه سيعطي أخي وكالة ليقوم بتزويجي وهو لن يحضر الزواج؛ بحجة أن قبيلته ستعايره إذا أعطاني لهذا الشخص!

هل الراحة التي أشعر بها لها تفسير بعد صلاة الاستخارة؟ هل المشكلات والتعقيدات التي تحدث من أبي لها علاقة أيضاً بالاستخارة؟ هل أقوم أنا بمحاولات إقناع أيضاً لأبي وأصّر على رأيي؟

وهل أوافق على هذا الزواج بالرغم من عدم حضور أبي؟ بمعنى هل هناك إثم علي؟ أم أقبل بالأمر الواقع وأرفض الخاطب؟

أنا في حيرة شديدة من أمري، ولا أعرف ماذا أفعل، بالرغم من وجود ارتياح وقبول لهذا الشخص لأول مرة!

أرجو مساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كان الله في عونك، ونسأل الله أن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت.

- لاشك أن هناك عادة انتشرت في مجتمعات المسلمين وهي الطبقية، والنظر لبعض الأنساب على أنها أقل من الأخرى، ويصعب اقتلاع هذه العادة من النفوس.

- وبعد قراءة الأسئلة؛ فالجواب عن ذلك: نعم الراحة النفسية وحصول الطمأنينة بعد صلاة الاستخارة لها الدور الفاعل في إمكانية تحقق الزواج من هذا الخاطب، ولكن أيضا أي تعقيد أو إصرار من قبل الأب على عدم الزواج له أيضا إمكانية عدم إتمام الأمر؛ ولهذا عليك بمحاولات الإقناع لوالدك واجتهدي في الأمر، واجعلي إخوانك يقومون بذلك، فإذا وافق الوالد ستكون الأمور أقرب إلى حصول الانفراج؛ ولذلك عليك بكثرة الاستغفار، والدعاء أن يلين الله قلب الوالد، وإن ييسر الله لك الخير.

- لا أنصح أن توافقي على الزواج دون رضا أبيك -حفظه الله-؛ لأن هذا سيجعله غير راضٍ عنك، وسيكثر التساؤل لماذا وكل أخاك بعقد الزواج، ويكثر القيل والقال، وقطعا عليك بداية إقناع الوالد، وبأنك لن تقبلي وليا عليك إلا هو، واحرصي على ضرورة حضوره في العقد، ونحو ذلك، وحاولي معه برفق ولين.

- وأما مسألة هل عليك إثم شرعي إذا لم يوافق الوالد؟ فمن خلال ما ذكرت فإن الوالد موافق من حيث الجملة، ولكنه لا يريد أن يكون وليا لك في العقد؛ خوفا من تعيير الناس له؛ لأنه قبل بمصاهرة هذا الخاطب، فالخوض في هل عليك إثم أم لا، لا حاجة له الآن؛ لأن هذه مشكلة عائلية وحلها سهل ميسور بإذن الله تعالى.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً