الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحد الناس ضربني على وجهي وأشعر كثيراً بالإهانة

السؤال

السلام عليكم.

حدثت مشكلة بيني وبين أحد الناس منذ ثلاث سنوات وضربني على وجهي، ومنذ ذلك اليوم وأنا ليل نهار أفكر بهذا الأمر، مع العلم أن لدي وسواس قهري أتعالج منه، هل هذا له علاقة بهذا الموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الكريم وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يكتب لك الطمأنينة ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

تعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، ولكن ليس بضارهم إلا إذا قدّر مالك الأكوان، كيد الشيطان ضعيف وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وهذا العدو يذكرك بما حصل ليجدد لك الجراح.

نحن ندعوك إلى نسيان ذلك الموقف، لأن الاستمرار في الأسى والحزن سيلحق بك أضراراً صحية، ولن يفيد في شيء، والبكاء على اللبن المسكوب لا يعيده ولا يفيد، فعليك بالصبر والاشتغال بما ينفع ويفيد.

إذا ذكرك عدونا بما نالك من الأذى فتعوذ بالله منه وانتقل إلى موضوع آخر، واحمد الله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، وكن على ثقة أن الله سيأخذ لك حقك ممن ظلمك.

أما بالنسبة للوسواس فعلاجه بإهماله، ثم بالتفقه في الدين إذا كانت الوساوس في أمور الطهارة أو العبادات، وإذا كان الوسواس في أمر العقيدة فقل: آمنت بالله ثم اقطع تواتر الأفكار.

إذا كان الوسواس في الأمور العامة فصحح المفاهيم، وتذكر أنك لست أول من ناله الأذى، فكم من إنسان قابل الإساءة بالإحسان، وتجاوز ما حصل له من الظلم والطغيان، فثقل بذلك الميزان، ونل رضوان الرحمن.

اعلم أن الخوف ليس على المظلوم ولكن الخوف على الظالم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ويرفعها الله فوق الغمام، ويقول: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين، وربنا العزيز يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وأخذه سبحانه أليم شديد.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بتواصلك مع موقعك، واستمر في مقابلة طبيبك، فالسعي في طلب العلاج والدواء مطلوب، مع الاستعانة بالله واللجوء إليه والتوكل عليه، والرضا بقضائه وقدره.

نسال الله أن يوفقك وأن يصرف عنك كيد الشيطان، وأن يبعد عنك الشر وأهله، وأن يحفظك ويسدد خطانا وخطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً