الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انسداد في الأنف ونزول صديد منه إلى الحلق، هل له حل غير الجراحة؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ فترة من انسداد في الجهة اليسرى من الأنف، وأحيانا يتم تناوب الانسداد في الجهتين، ونزول مخاط من الأنف على الحلق لونه أخضر ورائحته كريهة، وخاصة الجهة اليسرى، وعندي ألم بعظم الوجه، ومشكلة في النوم، ولابد من وضع قطرة الاوتروفين كل بضع ساعات ليلا أو نهارا.

أخذت علبتين من مضاد حيوي، مع مضاد للهستامين لمدة 10 أيام، وخف الصديد بنسبة 20٪‏، وعملت أشعة مقطعية على الأنف، وقال الطبيب إنه يوجد كيس في الجهة اليسرى، أغلق هذه الجهة، ولابد من إجراء عملية بالمنظار لإزالته، وأيضاً إصلاح الحاجز الأنفي.

والسؤال هنا: هل لا يوجد علاج غير الحل الجراحي؟ أرجو الإفادة بالرد إذا كان من الممكن العلاج بالأدوية، أم لا يوجد غير الجراحة؟ وكم نسبة نجاحها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل تقرير العمل الجراحي لا بد من إعطاء العلاج المحافظ حظه؛ حيث إن كثيرا من الحالات تشفى بالعلاج الدوائي المحافظ بدون الجراحة، ونترك الجراحة طبعا كحل أخير.

طالما أن هناك مخاطا أخضر، وكريه الرائحة، فهناك التهاب جرثومي لا بد من علاجه بالمضاد الحيوي المناسب، وحيث إنك استخدمت مضادا ولم تحصلي على الفائدة المرجوة، فالأفضل استخدام مضاد حيوي من زمرة الكينولونات (فلوكساسين، ليفوفلوكساسين) حيث إنها تفيد في التهابات الجيوب الأنفية المزمنة (طبعا تحت الإشراف الطبي لاختصاصي الأذن والأنف والحنجرة)، بالإضافة للمضاد الحيوي، ومن المهم جدا استخدام التبخيرات بالأعشاب الطبية (زهورات بابونج، نعناع ..) مدة دقيقتين لثلاث دقائق، ثم تنظيف الأنف جيدا باستنشاق الماء الفاتر والتمخيط، وبعدها نضع بخاخ الأنف الكورتيزوني الموضعي (فليكسوناز، أفاميس، رينوكورت .. ) بالطريقة التالية:

نمسك بالبخاخ ونرجه جيدا، ثم وبوضعية الجلوس نضع البخاخ في منخر ونغلق باليد الأخرى المنخر الآخر، ونضغط على البخاخ مع الاستنشاق السريع بحيث نأخذ كامل البخة لداخل الأنف بدون أن نسمح لها بالسيلان من مقدمة الأنف. تكرر نفس الطريقة للطرف الآخر مع التبديل بين اليدين.

بالنسبة للبخاخ: الجرعة النظامية هي بخة واحدة في كل منخر صباحا ومساءً، ويجب الاستمرار على استخدام البخاخ بشكل منتظم وبدون انقطاع مطلقا طالما يرى الطبيب المختص ضرورة ذلك، كما لا بد من التوقف فورا عن استخدام بخاخ الأوتريفين؛ حيث إنه يزيد المشكلة، ويؤدي لضخامة القرينات الأنفية، وهي السبب في انسداد الأنف المتناوب وفتحات الجيوب الأنفية، وبالتالي لاستمرار الالتهاب المزمن فيها.

كما يجب استخدام بخاخات الأنف من السائل الملحي وبشكل متكرر يوميا كغسول للأنف لمنع تراكم المخاط وتخفيف الاحتقان في فتحات الجيوب الأنفية؛ وبالتالي تسهيل تصريفها للمخاط، وهذا أساسي في علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن.

هناك أيضا الأدوية الفموية المضادة للتحسس (لوراتادين، سيتريزين، فيكسوفينادين ..).

عند فشل العلاج المحافظ لا بد من الجراحة التي تهدف لتوسيع فتحات الجيوب الأنفية واستئصال الأنسجة الالتهابية منها، كما لا بد من تصحيح الانحراف في الحاجز الأنفي إن وجد، وكان هناك تأثير سلبي على فتحات الجيوب الأنفية وتصريفها.

ونسبة النجاح عالية إن تم إجراؤها بيد خبيرة، مع ملاحظة أن التحسس الأنفي المسبب لانسداد الأنف هو طبيعة الجسم، ولا بد من الاستمرار على الوقاية، وربما بخاخ الأنف الكورتيزوني الأنفي بعد العملية.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً