الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الجرعة العالية من الدواء تسبب نوبة الهوس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسرة إسلام ويب الكرام تحية طيبة وبعد؛ أحب أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للأطباء الأفاضل، لما تقدموه لنا من إرشادات ونصائح غيرت حياتي وحياة الكثيرين جعله الله في ميزان حسناتكم.

أود أن أسأل بعض الأسئلة:
هل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب الذي يكون فيه الاكتئاب هو المسيطر أو النوبات المختلطة، ولا يوجد به نوبات هوس، ولا حتى ما تحت الهوس يشخص بالدرجة الثالثة، علما أنه لا تظهر نوبة الهايبومنيا ما تحت الهوس إلا عندما تناولت باروكستين بجرعة 80 mg حينها ظهرت نوبة هايبومينيا فهل هذا التأثير كان ناتج عن الجرعة العالية للباروكستين أم أنني بالفعل أعاني من بايبولار؟

ولكن لا تظهر نوبة الهايبومنيا إلا بتناول مضادات الاكتئاب، علما بأنه بعد 7أيام من النوبة رجع إلى الاكتئاب مرة أخرى، مع أنني كنت ما زلت أستخدم باروكستين.

وأنا الآن بعدما اطلعت على بعض الاستشارات على موقعكم، وأيضا الاستشارات التي جاوبتموني عليها بدأت في تناول هذه الأدوية منذ 4 أيام، لاميكتال 100 قرصا في الصباح، وقرصا في المساء، ابليفاي 10 قرصا في الصباح، باروكستين 20 قرصا في المساء.

والحمد لله أنا في تحسن نفسي وبدني ممتاز جدا، وكنت أعاني من ضعف بسيط في الانتصاب في بعض الأوقات، والسبب نفسي لأنني أجد الانتصاب الصباحي يدوم وقتا طويلا جدا، وأيضا كنت أعاني من سرعة القذف، وكل هذا تحسن إلى أقصى درجة، وهذا بفضل الله ثم بفضلكم.

وشكرا لكم مقدما، وأتمنى من الله أن يوفقكم إلى ما يحب ويرضى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يعني أن الإنسان يُعاني من اضطراب وجداني، إمَّا يأتي في شكل نوبة اكتئاب، أو يأتي في شكل هوس، أو يأتي في شكل ما تحت الهوس، أو ما يُسمَّى بـ (هايبومينيا)، وهناك نوعان معترف بهما، هما:

الاضطراب الوجداني من الدرجة الأولى، وهو الذي تحدث فيه نوبات اكتئاب أو نوبات هوس كاملة

الثاني: الاضطراب الوجداني من الدرجة الثانية، وهو الذي تحصل فيه نوبة ما تحت الهوس واحدة على الأقل، ثم نوبات اكتئاب كثيرة ومتكررة.

أمَّا ما يُعرف بالاضطراب الوجداني من الدرجة الثالثة أو الرابعة فكلّها قد ذُكرت من بعض الناس ولكنها لم يُعترف بها رسميًا - أخي الكريم - المعترف بهما الآن نوعان: من الدرجة الأولى، ومن الدرجة الثانية، وهناك بعض أنواع للاضطرابات الوجدانية الأخرى مثل الـ (سيكولوسمينيا) الذي يأتي في شكل نوبات اكتئاب غير مكتملة، أو نوبات هوس غير مكتملة.

أما بخصوص سؤال عن حدوث نوبة هوس بعد تناول الباروكستين: فهنا اختلاف كبير عليها، هل هؤلاء الناس الذي تحصل لهم نوبة هوس بعد أخذ مضادات الاكتئاب هم أصلاً عندهم قابلية حدوث هذه النوبات؟ أما هي ناتجة من الاكتئاب فقط؟ والأرجح أنهم عندهم القابلية لهذه النوبات.

الشيء الأخير الذي أحب التأكيد عليه - أخي الكريم -: إذا لم توجد أي نوبات هوس أو ما تحت الهوس فهذا لا يُسمَّى ثنائي القطبية، بل يُسمَّى اكتئابًا، آحادي القطبية فقط أخي الكريم.

أما بخصوص وضعك وأنك الحمد لله تحسَّنت، وأنا أعتقد أنك تحسَّنت لأنك تستعمل الآن مثبتات المزاج مثل اللامكتال والإبليفاي، هذين الدوائين مثبتات للمزاج. ويجب أن تكون حريصًا في استعمال الباروكستين - أخي الكريم - طالما أنت تستعمل اللامكتال والإبليفاي، فهما يُعالجان الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، حتى بأعراض الاكتئاب النفسي.

المهم الحمد لله أنت الآن بخير، والوضع تحت السيطرة، ونحمد الله على ذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً