الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الإنسان أن يعيش بالواقع أم بالخيال؟

السؤال

السلام عليكم
وأشكركم على جهودكم في سبيل الإنسانية، وإفادة غيركم من الناس.

أما مشكلتي فهي غريبة عجيبة: فأنا لم أعد أفرق بين الواقع والخيال، والسبب أني لا أعلم هل يجب على الإنسان أن يعيش في الواقع، أم الصحيح أن يعيش في الخيال؟ وأصبحت لا أفرق أيهما أصح لكي يعيش فيه إنسان، وهذه مشكلة سببت لي قلقا واكتئابا، وجعلتني لا أركز على مهامي وواجباتي، ومع أهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإنسان لا بد أن ينطلق من واقعه ويتفاعل مع محيطه، ويعيش دهره وعصره، وربنا العظيم بنى الأشياء على أسبابها، فالإنسان يسعى ويبذل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب، قال تعالى: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)، وقال سبحانه: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا)، وقال سبحانه لمريم في لحظات ضعفها (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) حتى قال بعض الحكماء: ولو شاء سبحانه ألقى لها الرطب دون هز أو تعب، ولكن كل شيء له سبب.

ومن هنا جاء قولهم ترك الأسباب جنون، والتعويل على الأسباب خدش في التوحيد، وعمل لا يكون، فليس من المعقول ولا من المقبول أن يتوقع من لا يزرع الحصاد، أو ينتظر من لا يتزوج الولد، أو ينتظر من لا يتحرك الرزق، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، بل المطلوب أن يعقلها ويتوكل، فليس من الصواب أن يعيش الإنسان أحلام اليقظة.

ولا بد أن يكون الإنسان واقعيا في طلباته، وفي تطلعاته، بل يجب عليه أن يتأقلم مع من حوله ويتكيف مع البيئة، وعليه أن يداري الناس، فيعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله، أما إذا تخيل أن الناس ملائكة، وتخيل أن طلباته مجابة، وأموره لا تحتاج إلى جهد ولا عمل، فسوف يتعب ويتعب من حوله.

والسباحة ضد التيار صعبة، وعليه فنحن ندعوك لما يلي:
1- توجه إلى الله واطلب عونه.
2- قم بما عليك تجاه من حولك، ولا تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا، واقصد بعملك وجه الله.

3- ركز على ما كلفت به من المهام، ولا تنظر إلى المقصرين، وسر في طريق الحق والخير، ولا توحشنك قلة السالكين.

4- خالط الناس بمقدار، واعلم أن منهم من خلطته كالدواء، ومنهم من خلطته كالغذاء، ومنهم من تحتاجه كاحتياجك للهواء، وفيهم من مخالطته هي الداء.

5- لا تكلف نفسك فوق طاقتها، وسر سيرا معتدلا، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

6- استمر في التواصل مع موقعك، واعرض لإخوانك ما في نفسك لتجد النصح المغلف بالوفاء والحب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وتحقيق المراد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً