الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت المشاعر بحيث لا أفرح ولا أحزن، فهل أحتاج طبيبا نفسيا؟

السؤال

السلام عليكم.

فقدت كل مشاعري منذ شهر، و لم أعد أشعر بفرح أو حزن، فأخبرت صديقي بحالتي، فأخبرني أنه وهم، وبعد عني، والغريب أني أحاول أن أمثل الحزن لبعده فلا أستطيع، وأهتم بدراستي لكن بلا هدف، لأني أعرف أن حالتي مؤقتة، ولازم أغصب نفسي على الاجتهاد، أحتاج تشخيصا وحلا للحالة، وهل أحتاج إلى طبيب نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - ابننا وأخانا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يُذهب همّك وغمَّك، وأن يُصلح حالنا وحالك، وأن يُحقق لك آمالك.

تعوّذ بالله من الهمِّ والحزن، ومن العجز والكسل، وتوجّه إلى من يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ونذكّرك أنه ليس في الدنيا ما يستحق الهموم والأحزان، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، وهذه الدنيا تعب فيها الأنبياء، وجاع فيها طوائف من الصلحاء، وشبع فيها لكع بن لكع، فاجعل همّك في الذي خلقك الله له يكفيك العظيم الهموم، وأكثر من الاستغفار ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، يكفيك الله همَّك ويغفر لك ذنبك.

ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان قد يحزن لمفقود، وقد يقلق ويخاف من المستقبل، ولكن عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كلّه له خير وليس ذلك لأحدٍ إلَّا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحدٍ إلَّا للمؤمن.

وأرجو أن تقف مع نفسك وقفة تأمّل وتدبُّر، لتنظر في الشيء الجديد الذي حصل لك أو معك أو منك في الشهر المذكور، فإن ربنا الكريم {لا يغيّر ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم}، ثم اعلم أن المؤمن مُبتلىً ومصاب، وهو ممتحنٌ بالسراء وبالضراء.

وممَّا ننصحك به ما يلي:
1) كثرة اللجوء إلى مَن يُجيب المضطر إذا دعاه.
2) الإكثار من الأذكار والاستغفار.
3) تجنب المعاصي والذنوب، فإن لها ظلمة في الوجه، وضيقا في الصدر، وبغضا في قلوب الخلق، وقدْرا في الرزق، فرُبَّ رزق ساقه الله إلى العبد يُحرمُ بالذنب يُصيبه.
4) تجديد التوبة والإكثار من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يُذهبن السيئات.
5) السعي في حاجة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته).
6) الإكثار من ترداد دعوة يونس عليه السلام: {لا إله إلَّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإن الله يقول بعدها: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم} وهي ليست له خاصة، فإن الله أتبعها بقوله: {وكذلك ننجي المؤمنين}.
7) الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلَّا بالله، فإنها كنز وذكر واستعانة.
8) مصادقة الصالحين وجعل علاقتك مع صديقك في الله ولله وعلى مراد الله.
9) التزود بالعلم الشرعي والتفقّه في مصايد الشيطان ومكايده، فإن همّه أن يحزن أهل الإيمان، واعلم أن الفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد.
10) الاستمرار في التواصل مع موقعك.
11) قراءة الرقية الشرعية، ولا مانع من التواصل مع أهل الطب النفسي.
12) تقوى الله والصبر، فإن الله مع المتقين والعاقبة لهم، ومع الصابرين فإن أجرهم بغير حساب.

نسأل الله أن يُصلح حالك، وأن يوفقك ويُسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً