الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن لي الاستغناء عن الجميع؟

السؤال

لدي القدرة على الاستغناء عن أي شخص مهما كانت صلته بي، مرحلة الحب لدي لا تكون طويلة، أحيانا أسأم أو أشعر بالملل من هذه العلاقة، لا أعطي اهتماما للأشخاص بقدر اهتمامي بعملي أو دراستي، أجد صعوبة بتقبل أي شخص، وعند تقبله لا أستطيع تحمله لوقت طويل، أفضّل أن تكون علاقتنا طويلة، والوقت الذي نقضيه قصيرا.

أشعر بغرابة من وضعي أحيانا، أسأل نفسي: هل قلبي ينبض أو يشعر؟ تصرفاتي حنونة في الحالة العادية، ولكن عند غضبي أبدو قاسيا.

هل يمكنكم مساعدتي لو سمحتم، ولكم مني كل الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لابد من التوازن بين العمل وبين التعامل مع من حولك، والموظف الناجح متوازن في علاقاته، يعطي كل ذي حق حقه، ونحن لا نقبل بنجاح في العلاقات على حساب العمل، ولا بنجاح في العمل يهمل بقية الأشياء والأحياء، والإنسان مدني بطبعه، لا يمكن أن يستغني عن الناس، ولا يمكن للناس أن يستغنوا عنه، وقد أحسن من قال:
الناس للناس من بدو وحاضرة ** بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ

ولا مانع من أن يسأل الإنسان ربه ليغنيه عن شرار الخلق، أما بقية الناس فلابد من إنشاء علاقة معتدلة معهم، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، والناس معادن، فمنهم الذهب وفيهم الفضة والحديد وغير ذلك، ومنهم من خلطته دواء، ومنهم من مخالطته كالغذاء، بل فيهم من خلطته مرض ودواء، ونسأل الله أن يحببنا إلى خلقه، وأن يحبب إلينا الصالحين منهم، وانطلاقا مما سبق ننصحك بما يلي:

1- احرص على الاهتمام بالناس.
2- صادق ولكن باعتدال، وأقم صداقتك وعلاقاتك وفق قواعد الشرع.
3- انتخب لنفسك الأصدقاء الصالحين.
4- أحبب جميع الناس ودارهم، وزد في محبة المطيع لله.
5- لا تجعل صداقتك تؤثر على دراستك أو عملك، ولا تجعل عملك يتسبب في قطع صلتك بالناس، واعط كل ذي حق حقه.
6- أحسن إدارة غضبك، واحرص على أن يكون غضبك لله.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن ننجح جميعا في وضع العلاقات الاجتماعية في ميزان الشرع، فالناس فيها بين إفراط وتفريط، نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً