الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي مريضة نفسية وتهمل العلاج، ولا أستطيع الاستمرار معها، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

متزوح منذ 6 سنوات من زوجة مريضة نفسيا، غشني أهلها بها، ولم أكتشف ذلك إلا بعد الطفل الأول، وأخذت العلاج النفسي ولم تستمر عليه، ودخلت إلى مصحة نفسية لمدة 15 يوما، وبعد ذلك رجعت البيت.

بعد عام تكرر الحدث بسبب تركها للعلاج، وأصبحت كل سنتين تأتيها نوبة المرض، تعبت منها، ولم أعد أحتمل وأفكر في الانفصال جديا؛ لأن صبري نفذ، ولم أعد أقدر على العيش مع مريضة نفسية، فهو انتحار بطيء.

لا تطلبوا مني أن أصبر، فأنا أريد أن أعيش حياتي، خاصة أنني تعبت من حثها على الانتظام على العلاج، فأشيروا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -أخي الكريم- على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، واهتمامك بأمر زوجتك التي أسأل الله تعالى لها العافية.

قطعًا أن يُخفي عنك أهل المريضة مرضها قبل الزواج هذا أمرٌ مرفوض، وغير مقبول أبدًا، وإذا أخضعناه للمقاييس الشرعية والمقاييس المجتمعية وحتى الأخلاقية نجده ليس بالأمر الصواب، لكن بكل أسف هذا يحدث.

أخي الكريم: أنت الآن تعيش مع هذه السيدة، وقد رزقك الله تعالى منها الذرية، وأنا لن أقول لك اصبر، لأنك قد حذّرتنا من ذلك، لكن أقول لك: اتخذ خطوات عملية وعقلانية.

يجب أن تذهب معها إلى الطبيب، وتسأله عن تشخيص حالتها، هذه هي النقطة الأساسية، هل هي تعاني من وساوس؟ هل تعاني من مرض الفصام؟ هل تعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؟ هل تعاني من أحد الأمراض الذهانية الهوسية؟

فيا أخي: معرفة العلاج لا تتمُّ إلَّا من خلال إلمامك وإدراكك بالتشخيص، ومن ثمّ أسأل الطبيب عن الخطة العلاجية، وعن كيفية الوقاية من هذا المرض؟ وما هي التحوطات التي يجب أن تُؤخذ؟ وبعد ذلك أسأل الطبيب: هل يمكن اتخاذها زوجة أم لا؟

هذه - يا أخي - هي الأصول الصحيحة والعلمية والتي سوف تُريح ضميرك أيًّا كان قرارك الذي سوف تتخذه، فأرجو أن تتبع هذا، وتلمّ بعلَّتها ومرضها، وبعد ذلك تُقرِّر.

وأنا أنقل لك حقيقة بشارة، وهي أن: معظم هذه الأمراض يمكن أن تُعالج الآن، ومن الأخطاء الشائعة جدًّا إيقاف الدواء، والآن لدينا طُرقٌ كثيرة جدًّا، نُعطي الإبر الشهرية لكثير من الذين يصابون بالأمراض الصعبة جدًّا ويعيشون في حالة ممتازة جدًّا، وحتى الآن ظهرتْ إبر تُعطى كل ثلاثة أشهر.

فيا أخي الكريم: مجال العلاج موجود، وإذا قرَّرتَ إن تُحسنَ إليها فهذا هو الأفضل من وجهة نظري، وقطعًا الأمر متروك لك وأنت صاحب القرار، لكن يجب أن يكون قرارك الذي تتخذه قائما على أصول صحيحة، والأصول هي التي ذكرتُها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً