الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد أن يحدث ما يفرحني أشعر بشعور سلبي جدًا، فما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي واضح من عنوان الاستشارة، كلما حدث شيء جيد جدًا أشعر بشعور سيء وسلبي جدًا بعد انتهائه مباشرة، كأني أحس أنني لا أستحق هذه السعادة، اليوم قابلت شخصا صعب مقابلته وأنا أحبه كثيرًا، بعد انتهاء المقابلة معه أحسست بشعور سلبي جدًا كأنني متعلق به أكثر من الطبيعي، لكن وقت المقابلة كنت جدًا سعيدا معه وتكلمنا بشكل جيد.

أنا عانيت من الاكتئاب الحاد قبل ثلاث سنوات، متقطع بأخذ علاجي وهو البروزاك، فآكله أحيانًا وأسابيع كثيرة لا أتناوله، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم استمرار السعادة لفترة طويلة أو الشعور بالسعادة والضحك، حيث يأتيك إحساس بالاكتئاب وكأن شيئًا يردّك مرة أخرى إلى الحزن، وأن السعادة كانت شيئًا عابرًا، وأنك لا تستحقها، ويجب أن تكون حزينًا طول الوقت: هذه من أعراض الاكتئاب - أخي الكريم - وكثير من مرضى الاكتئاب يشكون من هذا، يقولون: إذا ضحكنا فإنا لا نضحك من داخل أعماقنا، وتكون عادةً هذه السعادة لفترة قصيرة، وسُرعان نرجع إلى الاكتئاب ونندم حتى على ساعة الضحك التي حصلت، ونعتقد بأننا لسنا جديرين بالضحك أو حتى الإحساس بالسعادة، هذه من أعراض الاكتئاب - أخي الكريم - والتي تذهب بعلاج الاكتئاب.

للأسف أنت بدأت علاج الاكتئاب وهو البروزاك، ولكن لم تستمر عليه، وهذا خطأ شائع بين كثير من مرضى الاكتئاب، مضادات الاكتئاب فعلها فعل تراكمي، أي لا تُحدث أثرًا حتى يستمر عليها الشخص بانتظام، وعادةً يأتي مفعولها بعد فترة، لا تقل عن ستة أسابيع، فيجب أولاً الانتظام عليها حتى تختفي أعراض الاكتئاب نهائيًا، وبعد ذلك يجب أيضًا الاستمرار عليها حتى لا تحدث انتكاسات، وبالذات الانتكاسات عادةً تكون في الستة أشهر الأخرى من الاكتئاب.

لذلك - أخي الكريم - أنصحك بالرجوع مرة أخرى للبروزاك والاستمرار عليه، حتى تختفي هذه الأشياء التي شكوت منها وتعود لك البسمة، وتعود لك حياتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً