الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ظاهرة العض عند الأطفال تعتبر مرضا يجب علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل عض الطفل للآخرين مرض يجب العلاج منه أم لا؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد تشجع الأسر بعض الصفات في الأطفال وهم صغار، مثل تعليمهم وتشجيعهم على عض وضرب الآخرين، بل والبصق عليهم وهم فرحين بتلك التصرفات العفوية، ويجلسون في حالة من النشوة والضحك أمام تلك التصرفات الطفولية، وعندما يرى الطفل أن تلك التصرفات تلاقي استحسانا من الأهل فإنه يتمادى في ذلك.

بعد فترة من الزمن تصبح تلك التصرفات من الطفل كنوع من الاعتراض على أمر ما، أو رغبة في تحقيق هدف معين لوجود قناعة لدى الطفل أن كل ما يراه ملك له، ويجب الحصول عليه حتى أثناء الزيارات العائلية، وللحقيقة يجب أن يعيد الآباء النظر في تلك التصرفات، وألا يتم تشجيع الطفل على فعلها.

الحذر كل الحذر من معاقبة الطفل أو نهيه المتكرر عن ذلك الفعل، حتى لا يرسخ في ذهنه، وحتى لا يعتبر أن العض وسيلة للحصول على مكاسب مادية أو عاطفية من الأهل والأقارب، خصوصاً إذا كان صغيراً في السن، بل يجب تشتيت انتباهه إلى أمر آخر؛ لكي يتوقف عن العض وعدم استحسان عملية العض والضحك من ذلك، ويمكن عرض فيديو كرتون أو أمر محبوب له، أو مشاركة الطفل في اللعب، بحيث يتم تغيير الفكرة لدى الطفل، والانتقال به ومعه إلى أمر يحبه دون أن يشعر.

تفيد تلك الطريقة في تجنب نوبات البكاء كنوع من الضغط للحصول على بعض المكاسب، وعندما يكبر لا مانع من الشرح له أن تلك التصرفات مثل العض والضرب غير لائقة بالولد المتميز، وأنها تصرفات تغضب الوالدين وتؤدي إلى زعل الآخرين، كل ذلك والطفل في حالة من الاحتواء دون رفع الصوت، أو اللجوء إلى الضرب، خصوصا أمام الآخرين؛ لأن ذلك يسبب له نوع من الإحباط وفقدان الثقة بالنفس، مع أهمية عدم ترك الطفل والعبث بأغراض الآخرين إذا كنا في زيارة عائلية ببعض التوجيه ولفت الانتباه.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً