الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابا وتقدم لخطبة غيري، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، عمري 30 سنة، أحببت جارنا حبا من طرف واحد، ولكن هو كان من النوع الذي يتعرف على البنات ويتحدث معهن، وعندما أكملت الجامعة، تقدم لي شاب فقبلت به، وفي هذه الفترة أراد أهله أن يزوجوه، فأخبروه عني، وصار يراقبني، ولما عرف أنني قبلت بشخص آخر خطب فتاة أخرى.

أنا استمريت في موضوع الخطبة ولم أفسخها، ولكن هو بعد فسخ خطبته صارحني وقال إنه يريدني بالحلال، أنا قبلت، ولم نتحدث مع بعض أبدا إلا مرات قليلة على الفيس بوك، وبعدها لاحظت تغيرا في معاملته، وصرت أسأل عنه أخته فهي صديقتي، فقالت لي: إنه مع أعز وحدة وهي صديقتي أنا، واجهته، ولكنه أنكر، وقال لي: لا تتدخلي بشيء لا يعنيك، وأزالني من قائمة أصدقائه، وغير حياته، وخطب فتاة أخرى.

وبعد ذلك عاد للحديث معي وصارحني بحبه لي، ويقصد من كلامه الحلال، ولكن الظروف وفكرة أنني تحدثت مع شاب قبله أزعجته، وأقسم بالله أنه لن يتزوجني، حاليا هو عاقد ويتحدث معي، وأحيانا يأتي لمكان عملي وينتظرني حتى أخرج من العمل، ويكلمني في الهاتف والفيس بوك.

أنا منزعجة من هذا الأمر فهو خيانة قبل كل شيء، ولا أستطيع الابتعاد، ولا أستطيع الاقتراب، لأنه حب حياتي، وقلبي يؤلمني عندما أتذكر أن زواجه قريب، لا أستطيع أن أبدا حياتي من جديد، أرجوكم انصحوني ادعوا لي لأتخلص من هذا الذنب ومن هذه الحالة، حالتي مزرية كثيرا، أرجوكم انفعوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ soussou حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - بنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير، ويُحقِّق لك في طاعته الآمال.

لابد من قطع العلاقة مع الشاب المذكور، وإذا حصلت معاناة فتذكري أن الأخطر والأكبر والشر هو التمادي في علاقة ليس لها غطاء شرعي، كما أنه لا يمكن أن تكتمل.

وأرجو أن تعلموا جميعًا أن في التوقُّف مصلحة للطرفين، وفي الابتعاد والتوبة إلى الله عافية في العاجلة والآجلة. ولا يخفى على أمثالك أن العلاقات العاطفية خارج الأطراف الشرعية شرَّها مستطير وخطرها كبير، كما أن المسلمة تحكم عواطفها وتلجم مشاعرها بلجام الشرع الحنيف.

ولا تغتري بما يحصل منه، وتذكّري تقلُّبه وتفلته وعبثه بمشاعر عدد من البنات كما هو واضح في الرسالة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونحذرك من التهاون والتمادي، واعلمي أنك الطرف المتضرر أكثر، فاقبلي بنصيحة والد مُشفق، فأنت في مقام بناتنا، ولا نرضى لك إلَّا بالخير والعفاف، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يبعد عنك شر كل ذي شر، وأن يلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً