الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل خسارة الوزن تعالج التكيسات؟

السؤال

أنا بعمر ٢٦ عاماً، متزوجة منذ ثلات سنوات ولم أنجب، ولم تأتِ الدورة الشهرية أبداً منذ أن تزوجت.

ذهبت إلى الطبيب وقال: إنني أعاني من تكيسات المبايض، حيث ازداد وزني منذ أن تزوجت، حتى أصبح ٧٣ كيلو.

علماً بأن الدورة كانت غير منتظمة بالمرة أيضاً قبل الزواج، كما تأخرت مرحلة البلوغ لدي بالنسبة للدورة ولكن نمو جسمي كان طبيعياً جداً، ولم أكن أعاني أبداً من زيادة في الوزن قبل الزواج.

ذهبت للطبيب وطلب مني إجراء بعض التحاليل، وفي الزيارة الثانية للطبيب عرضت عليه نتائج التحاليل، حيث أن النتيجة لدي ارتفاع في هرمون LH بحيث أنه ضعف هرمون FSH وتحاليل الغدة النسب طبيعية، وهرمون الحليب أيضا normal وبالنسبة لهرمون التستوسترون فهو High normal في هذه الزيارة كتب لي الطبيب دواء لتنزيل الدورة، بمجرد أن أنهيت الدواء جاءت الدورة، وكتب لي بعض أدوية المنشطات femara شريط واحد فقط لمدة 5 أيام، مرتين في اليوم الواحد، من اليوم الثالث للدورة، ثم من اليوم الثامن كتب لي حقن gonapure واليوم العاشر أيضا، وقال لي أن أذهب لزيارته في اليوم الثالث عشر، وبالفعل ذهبت لأجري السونار المهبلي، لكي يرى ماذا حدث في البويضات، ولكن فوجئ بأنه لا يوجد رد فعل للمنشطات، وأكبر بويضة بحجم ٧ أو ٨.

قال لي الطبيب: لا يوجد سوى ٣ حلول، وهي:
الأول: أن أخسر وزناً في حدود ٢٠ كيلو أو ١٥ حيث إني كنت قبل الزواج ٥٥.
الثاني: المنظار.
الثالث: أطفال الأنابيب.

السؤال هو: هل خسارة الوزن يمكن أن تكون علاجاً للتكيسات؟ مثلاً خسارة نحو ٢٠ أو ١٥ كيلو.

السؤال الثاني هو: هل يوجد أدوية مناسبة لعلاج التكيسات في حالتي؟ وما هي وجهة نظركم؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Radwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم نزول الدورة كل تلك المدة -مع عدم انتظامها حتى قبل الزواج- يحتاج إلى فحص هرمون مخزون البويضات، وقد تم الإجابة على هذا السؤال من قبل، ونعيد عليك الإجابة أن المهم في البداية هو فحص نسبة هرمون مخزون البويضات AMH ففي حالة تكيس المبايض فإن النسبة ترتفع إلى أكثر من ng/ml 3.

أما النسبة الطبيعية فهي أكثر من Over 1.0 ng/ml والنسبة المنخفضة تتراوح ما بين 0.3 الى 0.6 ng/ml، أما النسبة التي تقل عن 0.01 ng/ml فهي نسبة منخفضة تشير إلى فشل المبايض المبكر، كذلك فإن ارتفاع نسبة الهرمون LH بحيث تكون ضعف نسبة FSH أو نسبة 2 : 1 أو أكثر، يشير إلى حالة تكيس المبايض.

عدم انتظام الدورة الشهرية بعد البلوغ وقبل الزواج وعدم نزولها مددا طويلة تصل لسنوات؛ أمر يشير إلى مشكلة في التبويض، كما أن الرحم يحتاج إلى متابعة بالسونار، ويمكن معرفة فعالية الرحم ومدى سلامته إذا تم تناول حبوب منع الحمل وأدت إلى نزول الدورة الشهرية في نهاية كل شريط؛ فذلك يشير إلى أن الرحم يستجيب للتغيرات الهرمونية ولا مشكلة فيه، أما إذا تم تناول حبوب منع الحمل ولم تؤد إلى نزول الدورة الشهرية؛ فهذا يشير إلى مشكلة في الرحم نفسه.

من الواضح أن هناك تكيسا شديدا في المبايض يتم معرفته وتأكيده من خلال فحص هرمون المخزون AMH ومن خلال عمل سونار على المبايض، ومن خلال معرفة متلازمة التكيس التي تشمل اضطراب الدورة الشهرية وظهور شعر في الوجه والصدر والذقن، وظهور حب الشباب، ويحدث ذلك مع ارتفاع هرمون الذكورة في الدم.

في حال تأكد تشخيص التكيس PCOS فإن إجراء عملية تثقيب للمبايض تعالج المشكلة من أصلها، وهي عملية جراحية بالمنظار، تتم بمعرفة استشاري أمراض نسائية خبير في مجال جراحات العقم، ولهذه العملية نتائج جيدة؛ لأنها تسمح بخروج البويضات من تحت جدار المبايض السميكة؛ مما يساعد على تنظيم الهرمونات وتنظيم الدورة الشهرية، والأمر يحتاج إلى متابعة مع استشاري جراحة نساء وولادة .

بالطبع فإن إنقاص الوزن أمر غاية في الأهمية لعلاج تكيس المبايض، من خلال تجنب السكر وكل ما يدخل السكر في تكوينه من حلويات وعصائر ومشروبات ساخنة وباردة وكيكات وشيكولاته، مع الإقلال من النشويات ( الأرز والمكرونة والمخبوزات ) قدر المستطاع، حتى يمكن إجبار الجسم على أخذ حاجته من الطاقة من المخزون الدهني، وبذلك ينقص الوزن، مع أهمية تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرة واحدة لمدة أسبوع ثم مرتين لمدة 6 شهور أيضا، للعمل على ضبط مستوى هرمون الإنسولين في الدم، وهذا مهم جدا لإنقاص الوزن وعلاج التكيس.

لإعادة تنظيم الدورة وعلاج الأكياس الوظيفية ووقف التكيس تناول حبوب منع الحمل أو الهرمونات التي تناسب الفتيات غير المتزوجات بغرض العلاج، وليس بغرض منع الحمل مثل كليمن أو ياسمين 21 قرصا، ثم التوقف بعد انتهاء الشريط للسماح للدورة بالنزول، ثم تناول الشريط التالي لمدة 6 شهور ثم التوقف عنها حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility ويمكن أيضا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميا واحدة مع تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل كل 4-6 شهور.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً