الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حسرتني على من لا يصلون ومن لم يهتدوا للإسلام تقتلني!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في العشرين من عمري، وأنا من العراق، والحمد لله أنا ملتزم في صلاتي، ولكن مثل أي مسلم فإن لدي بعض المعاصي، وأعاني من مشاكل كثيرة، فكلما أصلي وأذكر الله أفرح، ثم بعدها أتحسر؛ لأن غيري من إخواني المسلمين لا يصلون، وأبقى أتحسر حتى أكاد أموت من الهم والقهر، وعندما أنظر إلى أي كافر من بلاد الكفر كأنما أرى فاجعة في نفسي، وأقول لو لم يهدني الله فكيف هو حالي! أجيبوني أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحملك لهم المسلمين وحرصك عليهم دليل خير فيك، ولكن إياك أن يتحول هذا الهم إلى هم سلبي يؤثر على نفسيتك وتصاب بالإحباط واليأس، بل اجعله هما إيجابيا يدفعك إلى العمل، ويدفعك إلى نصح الآخرين ودعوتهم إلى الهداية وتشجيعهم على الاستقامة، والدعاء لهم في ظهر الغيب، فإذا بذلت جهدك في ذلك فقد أديت ما عليك ولا يضرك عدم الاستجابة لك، وإن وجدت في نفسك هما وضيق من ذلك، فعليك بالذكر، والتسبيح، والاستغفار، وقراءة القرآن الكريم حتى تهدأ نفسك، ويذهب ما بك من قهر.

ثم إن الهداية بيد الله يمنحها من يشاء، وواجب المسلم هو دلالة الناس عليها، وإبلاغهم بها، كما قال سبحانه لرسوله: (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر)، ثم إذا رأيت من لم يطع الله فتذكر نعمة الله عليك بالهداية واشكره على ذلك، (وقل الحمد لله الذي هدنا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).

وإياك أن تعجب بنفسك أو استقامتك، أو تقنط من هداية الآخرين‘ فإن هذا من مداخل الشيطان على النفس، بل ادعو الله أن يثبتك ويهدي غيرك.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات