الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت الباروكسات وأصبت بالخمول فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من القلق الاجتماعي، وقليل من الاكتئاب، وضغط نفسي شديد، منذ أكثر من ثلاث سنوات، وصف الطبيب قبل شهر دواء باروكسات 20 لمدة شهر، لكنه زاد الحالة وأصبت بخمول شديد، فما الحل والخطوة القادمة؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: لابد لحالتك أن تُقيَّم بواسطة طبيب نفسي مختص، كثيرٌ من الناس -خاصة الشباب- قد تأتيهم بعض الهواجس السلبية، والأفكار المحبطة، وتكون أمرًا طبيعيًا وعرضيًا، بعض الشباب يفهم أن ذلك اكتئاب نفسي، ويبدأ في الضجر والتململ والكآبة، أنا أثق تمامًا في تقييمك لنفسك، لكن دائمًا التقييم حين يكون بواسطة مختص وعلى أسس علمية هذا سوف يكون أفضل.

أنا من كلماتك القليلة أستطيع أن أقول أنه ليس لديك اكتئاب حقيقي، فلا ترمِ نفسك بهذه التهمة -أيها الفاضل الكريم- أنت صغير في السِّن والحياة جميلة، وربنا حباك بطاقاتٍ كثيرة، طاقات الشباب، فلا تُضيّعها اعتقادًا منك أنك مكتئب، ربما يكون لديك شيء من القلق الاجتماعي -كما تفضلتَ- وربما يكون لديك عدم تحمُّل للضغوطات الحياتية.

فكن إيجابيًا حول نفسك، وحسب ما يُقيِّم الطبيب حالتك أرجو أن تبدأ في تغيير نمط حياتك، وهذا هو العلاج المهم، العلاج ليس دوائيًا، الدواء يُساعد، لكن تغيير نمط الحياة، أن تستفيد من طاقاتك، أن تكون شخصًا حيويًّا، شخصًا نشطًان شخصًا مُصِرًّا على النجاح، وأن يكون لك وجود اجتماعي، وأن تبني نسيجًا اجتماعيًا من خلال تعرُّف على صداقات جيدة وإيجابية ومفيدة، وأن تجعل لحياتك هدف، ما الذي تودّ أن تصل إليه الآن وأنت في هذا العمر، فيما يتعلّق بالدراسة مثلاً، فيما يتعلَّق بالعمل، الزواج، هذه المشاريع الحياتية لابد أن تكون موجودة؛ لأنها هي المحرّك الأساسي لتحسين الدافعية عند الإنسان ليُحسِّن من مزاجه.

وأريدك أن تكون -أخي الكريم- دائمًا إيجابيًا في أفكارك، وفي مشاعرك، وفي أفعالك، عاهد نفسك ألَّا تكون السلبية جزءً من حياتك، عاهد نفسك أن تكون شخصًا عالي الهمَّة وليس ساقط الهمّة.

وتطبيقات بسيطة في الحياة تفيد الإنسان: منها ممارسة الرياضة، الرياضة تقوي النفوس وتقوي الأجسام، وتطور المهارات الاجتماعية، مهمّة جدًّا.

برَّ الوالدين له فائدة عظيمة ووقع إيجابي كبير على الإنسان في كل مرافق حياته.

بناء شبكة اجتماعية جيدة كما ذكرنا.

تحديد الأهداف والسعي في إنجازه.

هذا هو المطلوب منك -أخي الفاضل الكريم-، وبالنسبة للقلق الاجتماعي يُعالج من خلال الإكثار من التواصل الاجتماعي، لا تتخلف من واجب اجتماعي أبدًا، كن دائمًا في الأمام، زُر المرضى، احضر دعوات الأعراس، كن دائمًا في صلاة الجماعة، فيها خير عظيم جدًّا، وكما ذكرتُ لك الرياضة، خاصة إذا كانت رياضة جماعية.

بهذه الكيفية -أيها الفاضل الكريم- تُعالج حالتك وتُطور من ذاتك، وتختفي هذه الأعراض -إن شاء الله تعالى-.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فحقيقة يجب ألَّا تبدأ الدواء إلَّا بعد أن يتم تقييمك بواسطة الطبيب النفسي. توجد أدوية أفضل من الزيروكسات، إذا كان الزيروكسات قد سبَّب لك أعراض جانبية فيما مضى، وإذا كنت أصلاً محتاج لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً