الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي لم تتحسن رغم تناول الدواء، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا رجل، أبلغ من العمر 37 عاما، واستمررت على استخدام دواء (سيبرالكس 20 ملم) مدة 8 سنوات، حاولت بعد خمس سنوات قطع الدواء، فاستمررت بدونه 3 أشهر، ثم رجعت الأعراض فرجعت إلى الدواء، وإلى الآن 3 سنوات المجموع ثمان سنوات.

ومنذ خمسة أشهر قطعت الدواء مرة أخرى، والآن رجعت الأعراض ذاتها، وأنا أداوم على الصلاة وقراءة القرآن، وتمارين الاسترخاء، وأحس بأني سأشفى، ولكن الأعراض تخوفني وتجعلني في حالة عدم راحة، وتجعلني محبط وقلق، وخائف كل شيء سلبي يأتيني يقلقني أكثر، وأحاول إبعاده عني بالتفكير في شيء إيجابي فينصرف دقيقة ثم ما تلبث وتعود الحالة وعدم الراحة والقلق، وتسارع ضربات القلب.

الرجاء نصحي، فماذا أفعل؟ مع العلم قد راجعت طبيبين خلال هذه السنوات ولم أجد تطورا سوى في تسكين الحالة أو تخفيف الأعراض عن طريق دواء (سيبرالكس).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي كل مرة ترجع وذكرتها في آخر الاستشارة من عدم راحة وزيادة في ضربات القلب، وكثرة التفكير السلبي والقلق هي أعراض قلق -يا أخي الكريم-، وأحياناً طبعاً أعراض القلق قد تكون جزء من سمات الشخصية، أو بما يسمى بالشخصية القلقة التي تقلق لأتفه الأسباب، وحتى في أمور الحياة اليومية لأن تكون قلقه ومتوتر وتحمل الهم لأتفه الأسباب، أو قد يكون اضطراب القلق العام وهذا طبعاً يبدأ في وقت معين ويستمر مع الشخص، وأحياناً يأخذ مأخذ مزمناً أي يستمر لفترة طويلة.

والحبوب هنا -يا أخي الكريم- قد تلعب دوراً في تخفيف الأعراض كما ذكرت، ولكنها ليست العلاج الوحيد، العلاج الوحيد هو العلاج النفسي -يا أخي الكريم-، العلاج النفسي وبالذات العلاج السلوكي المعرفي الذي يجب أن يكون تحت إشراف معالج نفسي متمرس لمساعدتك في الاسترخاء والتخلص من أعراض القلق أو التعايش معها إذا لم تستطيع التخلص منها نهائياً، وهناك طبعاً أشياء الحمد لله أنت تعملها من قراءة القرآن والمواظبة على الصلاة، وأيضاً أنصحك بالرياضة -يا أخي الكريم-، الرياضة اليومية المستمرة هي تؤدي دائماً إلى الاسترخاء.

وأيضاً الإنشغال بأشياء أخرى، الانشغال عن التفكير الكثير بأداء أشياء أخرى أو الانخراط في أعمال أخرى أعمال تكون فيها حركة جسدية تبعدك عن التفكير، وأيضاً وجود الشخص مع الناس دائماً أيضاً اشغله بدرجة كبيرة عن التفكير في القلق وفي هذه الأشياء، إذا فعلت كل هذه الأشياء -يا أخي الكريم- فسوف تجد نفسك أقل حاجة للدواء، ويمكن في وقت ما تستطيع أن تتوقف عنه بدون عودة الأعراض التي ذكرتها، أو على الأقل تتعايش مع الأعراض ولا تسبب لك القلق الزائد وعدم الراحة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً